المتواتر؟ توجد لهذا السؤال اجابتان احداهما للمشهور يأتي بيانها ص ١٩٨ من الحلقة ، وثانيتهما للسيد الشهيد. والاجابة الثانية مبنية على تطبيق حساب الاحتمال ، فكل من الخبر المتواتر او الاجماع او السيرة او الشهرة يحصّل اليقين بصدور الدليل من المعصوم عليهالسلام عن طريق تطبيق حساب الاحتمال (١).
ولتوضيح ذلك نمنهج ما ذكره قدسسره ضمن النقاط التالية :
١ ـ تقدم ص ٦٢ من الحلقة ان القطع (٢) على قسمين : موضوعي وذاتي. واليقين الموضوعي هو الحاصل من مناشىء عقلائية ، والذاتي هو الحاصل من مناشىء غير عقلائية. وتقدم ايضا ان كلا اليقينين حجة بما في ذلك اليقين الذاتي حيث انه لو نهى الشارع عنه يلزم التناقض في نظر القاطع.
وقد تقول : ما دام كلا القطعين حجة فما الفائدة في تقسيم اليقين اليهما والبحث عن اسباب حصول اليقين ما دام هو حجة من اي سبب كان؟ والجواب : انا نريد بالبحث عن اسباب حصول اليقين الاطلاع على اسباب اليقين الموضوعي لنأخذ بها ونحذر من اسباب اليقين الذاتي. وبكلمة اخرى : عند البحث عن حجية القطع لا وجه للتفرقة بين القسمين لأن كليهما حجة ولكن عند البحث عن اسباب حصول اليقين لا بأس بالتفرقة بين القسمين لنقترب من اسباب حصول اليقين الموضوعي ونبتعد عن اسباب اليقين الذاتي.
٢ ـ ان اليقين الموضوعي تارة يكون ثابتا من دون ان يكون مستنتجا من
__________________
(١) وهذا يعدّ من الافكار الجديدة والجميلة للسيد الشهيد قدسسره فانه كما استفاد من حساب الاحتمال في كتابه « الاسس المنطقية للاستقراء » لاثبات وجود الله سبحانه استفاد منه ايضا في علم الاصول في المجالات المذكورة
(٢) كلمة القطع واليقين مترادفتان