الحكمين (١)
الثمرة الثانية : واذا تحقق التزاحم بين صل وازل طبقا للثمرة السابقة فاللازم اعمال مرجحات باب التزاحم وهي تقديم الاهم ملاكا حيث انه بتقديمه ينتفي وجوب المهم لكونه مشروطا بعدم الاشتغال بالاهم ، فاذا قدم المكلّف الازالة واشتغل بها لم يبق للصلاة وجوب وبالتالي لم يكن عاصيا لشيء من الخطابين ، وهذا بخلاف ما لو قدم المهم فانه يكون عاصيا لأمر الاهم.
هذا كله لو كان اهم في البين ، اما اذا كانا متساويين فالمكلّف مخيّر في تقديم اي واحد منهما شاء لان كلا منهما مشروط بعدم الاشتغال بالآخر ، فاذا اشتغل بهذا انتفى وجوب ذاك ، واذا اشتغل بذاك انتفى وجوب هذا.
واذا اهمل المكلّف كلا الواجبين الاهم والمهم فهل يستحق عقابين او عقابا واحدا؟ المناسب لفكرة الترتّب القائلة بان كلا التكليفين موجه الى المكلّف بنحو الترتّب الالتزام باستحقاق عقابين عقاب على مخالفة هذا وعقاب على مخالفة ذاك ، لان المفروض توجه كلا التكليفين الى المكلّف.
ولكن قد يشكل على الالتزام بتعدد العقاب بانه لمّا لم يمكن الجمع بين الصلاة والازالة فلا وجه لاستحقاق عقابين بل المناسب استحقاق عقاب واحد. وقد ذكر الآخوند (٢) ان استاذه الميرزا محمّد حسن الشيرازي قدسسره كان من القائلين بامكان فكرة الترتب وكان الآخوند يشكل عليه بان لازم الفكرة المذكورة الالتزام بتعدد العقاب عند ترك كلا التكليفين والحال انه مما لا يمكن
__________________
(١) هذا وقد ذكر الميرزا في اجود التقريرات ج ١ ص ٣٢٢ بعض الشبهات على الترتب بين الواجب والحرام وناقشها.
ثم ان اقحام بيان هذا المطلب ـ اي التزاحم بين الواجب والحرام ـ اثناء بيان الثمرات غير مناسب ، بل المناسب ذكره مستقلا بعد الفراغ من ذلك
(٢) الكفاية ج ١ ص ٢١٨ طبعة المشكيني