حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً » وقنا عذاب الحريق وارزقني فيها ذكرك وشكرك والرغبة إليك والإنابة والتوبة والتوفيق لما وفقت له محمدا وآل محمد عليهمالسلام ».
وتقول في الليلة السادسة : « يا جاعل الليل والنهار آيتين يا من محا « آيَةَ اللَّيْلِ » وجعل « آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً » منه ورضوانا يا مفصل كل شيء تفصيلا يا ماجد
______________________________________________________
آيَتَيْنِ » (١).
قال البيضاوي : أي تدلان على القادر الحكيم بتعاقبهما على نسق واحد « فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ » أي الآية التي هي الليل والإشراق والإضاءة والإضافة فيها للتبيين كإضافة العدد إلى المعدود ، « وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً » مضيئة أو مبصرة للناس من أبصره فبصر أو مبصرا أهله كقوله أجبن الرجل إذا كان أهله جبناء.
وقيل : الآيتان القمر والشمس. وتقدير الكلام بنيري الليل والنهار آيتين و « جعلنا نير الليل والنهار آيتين » أو جعلنا الليل والنهار ذوي آيتين ، ومحو آية الليل التي هي القمر جعلها مظلمة في نفسها مطموسة النور ، أو نقص.
بنورها شيئا فشيئا إلى المحاق وجعل آية النهار التي هي الشمس مبصرة جعلها مبصرة ذات شعاع يبصر الأشياء بنورها.
« لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ » (٢) لتطلبوا في بياض النهار أسباب معاشكم وتتوصل به إلى استبانة أعمالكم.
« وَلِتَعْلَمُوا » باختلافهما » أو بحركتهما « عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ » وجنس الحساب « وَكُلَّ شَيْءٍ » يفتقرون إليه في أمر الدين والدنيا « فَصَّلْناهُ تَفْصِيلاً » بيناه بيانا غير ملتبس انتهى. وقيل المراد « بالمحو » إيجاد الكلف على وجه القمر.
قوله عليهالسلام : « يا ماجد » قال في النهاية (٣) : المجد في كلام العرب : الشرف
__________________
(١ و ٢) سورة الإسراء : ١٢.
(٣) النهاية لابن الأثير : ج ٤ ص ٢٩٨.