والتزييف ، أو اختلاق ما يناقض ويعارض. وذلك هو أضعف الإيمان.
وقد روى أحمد بن حنبل : أنه كان بين حذيفة وسلمان شيء ؛ فسأله أبو قرة الكندي عن ذلك ، فقال : «إن حذيفة كان يحدث بأشياء يقولها رسول الله «صلى الله عليه وآله» ـ في غضبه (١) ـ لأقوام ، فأسأل عنها ، فأقول :
حذيفة أعلم بما يقول ، وأكره أن يكون ضغائن بين أقوام ، فأتى حذيفة ، فقيل له : إن سلمان لا يصدقك ولا يكذبك بما تقول.
فجاءني حذيفة فقال : يا سلمان ابن أم سلمان.
قلت : يا حذيفة ابن أم حذيفة ، لتنتهين ، أو لأكتبن إلى عمر ، فلما خوفته بعمر تركني الخ .. (٢).
إذن ، فقد كان حذيفة يحدث الناس بما كان يوقع سلمان الذي كان أميرا على المدائن من قبل عمر في حرج شديد فكان لا بد لسلمان من أن يوقف حذيفة عن الإستمرار في ذلك ، فاستفاد من هذه الوسيلة لتحقيق هذا الهدف.
وبعبارة أخرى : إن السياسة كانت قد فرضت حظرا على تناقل بعض ما يتعلق بأحوال الأشخاص.
وقد كان حذيفة بنقله تلك الأمور قد أحرج سلمان ، فلما هدده بالكتابة إلى الخليفة كف عن ذلك ، غير أنه قد وردت في آخر الحديث زيادة نحسب
__________________
(١) هذه الكلمة لا يمكن أن يقولها سلمان الذي هو من أعرف الناس بأمر عصمة الرسول في جميع حالاته ، بل هي من إقحامات محبي أولئك المنحرفين الذين لا مانع عندهم من انتقاص شخص الرسول ، شرط أن لا يمس أحدا من أحبائهم.
(٢) مسند أحمد ج ٥ ص ٤٣٩.