ويذكرون : أن ابن عباس أتي أيضا بكتاب فيه قضاء علي «عليه السلام» ، فمحاه إلا قدر ذراع (١).
وإن كنا نشك في صحة ذلك ، ونرى ، أن ابن مسعود هو الذي فعل ذلك ، وسيأتي في مواضع من هذا الكتاب بعض النماذج للحرب الإعلامية التي كانت تمارس ضد علي وأهل بيته «عليهم السلام» وشيعته الأبرار رضوان الله تعالى عليهم.
وهناك أقوال صحيحة ، ومواقف صريحة لرسول الله «صلى الله عليه وآله» تبين انحراف وزيف كثير من الشخصيات والرموز التي كانت تدعم الحكم الجديد ، وتشد من أزره ، وتعمل على بسط سلطته ، وترسيخ نفوذه ، بل فيهم بعض من أصبح جزءا من تكوينه وهيكليته ، ومن ركائزه ودعائمه ، الأمر الذي جعل الحكم الجديد يرى نفسه مسؤولا عن الحفاظ على سمعة هؤلاء الناس ، ورفعة شأنهم ، وبسط نفوذهم ، وإظهارهم على أنهم شخصيات على درجة من الفضل والنبل ، ولهم من المواقف المشرفة ، ومن الكرامات ما ليس لغيرهم ، بل لا بد أن يظهروا للناس ـ ولو عن طريق الاختلاق ، والتحريف ، والتزوير ـ أن هؤلاء الناس هم الذين شيّدوا أركان الدين ، وضحّوا وجاهدوا حتى قام عموده ، واشتد عوده.
أما أقوال النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» في حقهم ، ومواقفه «صلى الله عليه وآله» تجاههم ، فلا ضير في أن تكتم وتنستر ، ثم تتلاشى وتندثر ، بل لا بد لها من ذلك ، وحيث لا يمكن ذلك ، فلا أقل من التأويل والتبديل ، والتحريف
__________________
(١) صحيح مسلم ج ١ ص ١١.