كنت كذلك لم تكره الموت متى أتاك ، وإني استودعك الله يا بني ، ثم استقبل القبلة فقال : لا اله إلّا الله ، ثم شخص ببصره فمات » (١).
وروى ابن أبي شيبة في المصنف عن مجاهد قال : « أعتق العباس بعض رقيقه في مرضه. فرد ابن عباس منهما اثنين كانوا يُروَن أنهما أولاد زنا » (٢).
وتوفي في الثاني عشر من شهر رجب ، وقيل من شهر رمضان ، وقيل في أول سنة ٣٢ ه ، وقيل سنة ٣٤ ه ، في خلافة عثمان وهو ابن ثماني وثمانين سنة ، وذكر ابن سعد في الطبقات وصف تشييعه العظيم ومن تولى غسله ودفنه (٣) وصلى عليه أمير المؤمنين عليّ ومعه عثمان (٤) ودفن بالبقيع في بقعة خاصة به ، ودفن فيها بعده أربعة من أئمة المسلمين وسادة اهل البيت الطاهرين وهم الأئمة الحسن الزكي وعلي بن الحسين ومحمد الباقر وجعفر الصادق عليهم السلام. وبنى عليهم الخليفة العباسي الناصر لدين الله في سنة ٦١٠ (٥) قبة معظمة بقيت حتى هدمها الوهابيون في ٨ شوال سنة ١٣٤٤ ه بفتوى أحد علمائهم ، نسأل الله تعالى أن يهدينا وجميع المسلمين إلى سواء السبيل.
_______________________
(١) تهذيب ابن عساكر ٧ / ٢٥٣ ط افست دار السيرة ، وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ٢٦ / ٢٧٦ ط دار الفكر.
(٢) المصنف لابن أبي شيبة ٤ ق ١ / ٦٠ ، وفي فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ٢ / ٩٤٥ الرقم ١٨٢٥ ط مؤسسة الرسالة بيروت سنة ١٤٠٣ : فرد منهم اثنين قال الراوي : فكنا نرى إنما ردهم انهم كانوا أولاد زنا.
(٣) طبقات ابن سعد ٤ ق ١ / ٢١ ، وراجع سير أعلام النبلاء للذهبي ٢ / ٧٤ ط مصر ، و ٣ / ٤١٣ ط دار الفكر.
(٤) نفس المصدر.
(٥) لقد قال عنها الذهبي المتوفي ٧٤٨ في سير أعلام النبلاء ٢ / ٧١ ط مصر ، و ٣ / ٤١٢ ط دار الفكر ، وعلى قبره اليوم قبة عظيمة من بناء خلفاء آل العباس وقال في ص ٧٣ : وله قبة شاهقة على قبره بالبقيع.