ومع قيام ذلك التحالف وتوزيع الوظائف الفخرية بين البطون القرشية ، فإنّ السيادة والشرف لبني هاشم ، لأنهم على حدّ قول شيخهم وشيخ البطحاء أبي طالب رضياللهعنه :
فإنّا بمكة قدماً لنا |
|
به العزّ والخطرُ الأعظم |
ومن يكُ فيها له عزّةٌ |
|
حديثاً فعزّتنا الأقدم |
ونحن ببطحائها الرائسون |
|
والقائدون ومن يحكم |
نشأنا فكنا قليلاً بها |
|
نجير وكنّا بها نطعم |
إذا عضّ أزمُ السنين الأنام |
|
وجَبَّ القتارَ بها المعدم |
نماني شيبة ساقي الحجيج |
|
ومجدٌ منيف الذرى مُعلَمُ (١) |
ونظراً لذلك التفاوت فيما بينها في المكانة المرموقة ومنعة الجانب وحسن إدارة تلك الشئون فقد نافس بعضهم بعضاً في تولي الزعامة العامة بالرغم من الاحتياط الذي أشرنا إليه للتفادي عن المنافسة ، وخاصة مع (هاشم) الذي علا نجمه ، وطال شأنه وكثر حساده ، فكانت منافرات معه ومع أبنائه من حسادهم وبسببها عُقدت أحلاف ، وكان منها حلف المطيبّين لبني عبد مناف (٢) ، وكانت الأحلاف لبني عبد الدار (٣) ، وكانت وكانت.
_______________________
(١) ديوان أبي طالب / ٩٧ ـ ٩٨ ، صنعة أبي هفان / تحآل يس.
(٢) سُمو بالطيبين لأنهم لما تعاقد بنو عبد مناف وبنو زهرة وبنو تيم وبنو أسد بن عبد العزى وبنو الحارث بن فهر ، أخرجت عاتكة بنت عبد المطلب جفنة فيها طيب فغمسوا أيديهم فيها. لذلك سموا المطيبين (المنمق / ٢٢٣).
(٣) سموا الأحلاف ولعقة الدم أيضاً وذلك أن بني عبد الدار ومعهم بنو سهم وبنو جمح وبنو مخزوم وبنو عدي نحروا جزوراً فغمسوا أيديهم في دمها فسموا الأحلاف ، ولعق رجل من بني عدي لعقة من دم ولعقوا منه فسموا لعقة الدم (المنمق / ٢٢٣).