ابن المغيرة وزمعة بن الأسود وهشام بن عمرو ، وكانت الصحيفة عنده وهو من بني عامر بن لوي في رجال من أشرافهم ووجوههم نحن برآء ممّا في هذه الصحيفة فقال أبو جهل : هذا أمر قضي بليل ، وأنشأ أبو طالب يقول الشعر في صحيفتهم ، ويمتدح النفر الذين تبرأوا منها ونقضوا ما كان فيها من عهد ، ويمتدح النجاشي » (١).
_______________________
(١) دلائل النبوة للبيهقي ٣ / ٨٠ ـ ٨٣ ط الأولى نشر المكتبة السلفية ١٣٨٩ ه.
أقول : ومما قاله في الشِعب قصيدته اللامية العصماء كما عن العيني في شرح البخاري والبغدادي في شرح شواهد الرضي ، وهذا هو المشهور ، لكن ابن هشام ذكر في سيرته عن ابن إسحاق انه قالها لما خشي من دهماء العرب على نفسه وقومه. فمن هم أولكم الذين سمّاهم بالدهماء ؟ اليسوا هم قريشاً ؟! فلماذا التعتيم ؟ وتلك القصيدة العصماء قال عنها ابن كثير : قصيدة بليغة جداً لا يستطيع أن يقولها إلّا من نُسبت إليه ، وهي أفحل من المعلقات السبع ، وأبلغ في تأدية المعنى ، وقد استنشدها السفاح العباسي من موسى بن عبد الله الحسني ـ كما في مقاتل الطالبين / ٣٩٦ ـ وهي قصيدة طويلة ، أوردها أبو هفان في شرح ديوان أبي طالب في / ١٢١ بيتاً ، وابن هشام في / ٩٤ بيتاً.
وشرحها كثيرون : منهم البغدادي في خزانة الأدب ١ / ٢٥١ ـ ٢٣١.
ومنهم السهيلي في الروض الأنف ١ / ١٧٤.
ومنهم المرحوم الشيخ جعفر نقدي شرحها بكتاب خاص سماه (زهرة الأدباء في شرح لامية شيخ البطحاء) وقد طبع في المطبعة الحيدرية سنة ١٣٥٦ ه.
ومنهم المرحوم عليّ فهمي (مفتي بلاد الهرسك ، ومعلم الأدبيات العربية في دار الفنون) وشرحه مطبوع باسم (طلبة الطالب في شرح لامية أبي طالب) في مطبعة روشن تركية ١٣٢٧ ه وهو أوفى شرحاً من غيره.
ولأبي طالب رضياللهعنه في ديوانه من غرر الأشعار يذكر فيها أسباب عداوة قريش لبني هاشم وأهمها الحسد ، فاقرأ مثلاً قوله رضياللهعنه :
إذا اجتمعت يوماً قريش لمفخر |
|
فعبد مناف سرُّها وصميمُها |
وان حُصِّلت أشراف كل قبيلةٍ |
|
ففي هاشم أشرافُها وقديمُها |
وإن فخرت يوماً فإن محمداً |
|
هو المصطفى من سرّها وكريمُها |
تداعت قريش غثُّها وسمينُها |
|
علينا فلم تظفر وطاشت حلومُها |