وقد حَزِنَ حَزَناً من باب تعب فهو حَزِنٌ وحَزِينٌ.
قال في المصباح : ويتعدى في لغة قريش بالحركة ، يقال حَزَنَنِي الأمر يَحْزُنُنِي من باب قتل ، وفي لغة تميم بالألف.
قال الجوهري : وقرئ بهما ، قال : ومنع أبو زيد استعمال الماضي من الثلاثي ، فلا يقال حَزَنَهُ ، وإنما يستعمل المضارع من الثلاثي فيقال يَحْزُنُهُ.
والْحَزَنُ بفتحتين كَالْحُزْنِ : ضد السرور.
والْحُزَانَةُ بالضم والتخفيف : عيال الرجل الذي يَتَحَزَّنُ لهم. ومنه الدُّعَاءُ « وَأَهْلَ حُزَانَتِي ».
والْحَزْنُ كفلس : ما غلظ من الأرض وهو خلاف السهل ، والجمع حُزُونٌ كفلوس
( حسن )
قوله تعالى ( وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ ) [ ٢٩ / ٧ ] قال المفسر : أي ولنجزينهم بِحَسَنَاتِهِمْ التي كانوا يعملونها (١).
قوله ( وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ ) [ ٣٩ / ٥٥ ] يعني القرآن بدليل قوله ( اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ) [ ٣٩ / ٢٣ ] وقيل هو أن يأتي بالمأمور به ويترك المنهي عنه.
قوله ( فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ) [ ٣٩ / ١٨ ] أراد بعباده المذكورين الذين أخبتوا وأنابوا ، لا غيرهم ، فوضع الظاهر موضع المضمر ، أراد أنهم نقاد في الدين ، يميزون بين الْحَسَنِ والْأَحْسَنِ ، ويدخل تحته المذاهب ، واختيار أثبتها وأوقعها.
وَفِي رِوَايَةِ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَحَدِهِمَا عليهماالسلام فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى ( فَبَشِّرْ عِبادِ ) [ ٣٩ / ١٧ ] الْآيَةَ « قَالَ هُمُ الْمُسَلِّمُونَ لِآلِ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله ، إِذَا سَمِعُوا الْحَدِيثَ أَدَّوْهُ
__________________
(١) الطّبرسيّ : جوامع الجامع ص ٣٥١.