قَوْلُهُ ( إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) [ ١٢ / ٣٦ ] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام قَالَ « كَانَ يُوَسِّعُ الْمَجْلِسَ ، وَيَسْتَقْرِضُ لِلْمُحْتَاجِ ، وَيُعِينُ الضَّعِيفَ ».
والْحُسْنَى : خلاف السُّوأَى ، وقوله ( وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ) [ ٩٢ / ٦ ] أي بالخصلة الْحَسَنَةِ ، وهي الإيمان أو بالملة الْحُسْنَى ، وهو الإسلام.
وفي الرواية غير ذلك وقد مر في ( يسر ).
قوله ( إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ) [ ٩ / ٥٢ ] أي إحدى العاقبتين اللتين كل واحدة منهما حُسْنَى العواقب ، وهما النصر والشهادة.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليهالسلام « الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ الْبَرِيءُ مِنَ الْخِيَانَةِ ، يَنْتَظِرُ مِنَ اللهِ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ، إِمَّا دَاعِيَ اللهِ ، فَمَا عِنْدَ اللهِ ، خَيْرٌ لَهُ ، وَإِمَّا رِزْقَ اللهِ ، فَإِذَا هُوَ ذُو أَهْلٍ وَمَالٍ ، وَمَعَهُ دِينُهُ وَحَسَبُهُ ».
والْحُسْنَى : أحد الحيطان الموقوفة على فاطمة عليهاالسلام.
قَوْلُهُ ( وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً ) [ ٢ / ٨٣ ] سُئِلَ عليهالسلام مَا هَذَا الْإِحْسَانُ؟ فَقَالَ : « الْإِحْسَانُ أَنْ يُحْسِنَ صُحْبَتَهُمَا ، وَأَنْ لَا يُكَلِّفَهُمَا أَنْ يَسْأَلَانِهِ شَيْئاً مِمَّا يَحْتَاجَانِ إِلَيْهِ ».
وَفِي الْحَدِيثِ « حَسِّنْ بِالْقُرْآنِ صَوْتَكَ » ومثله « حَسِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ ، فَإِنَّ الصَّوْتَ الْحَسَنَ يَزِيدُ الْقُرْآنَ حُسْناً ».
وفِيهِ « لِكُلِّ شَيْءٍ حِلْيَةٌ ، وَحِلْيَةُ الْقُرْآنِ الصَّوْتُ الْحَسَنُ ».
وَفِي حَدِيثِ الْبَاقِرِ عليهالسلام « وَرَجِّعْ بِالْقُرْآنِ صَوْتَكَ ، فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ الصَّوْتَ الْحَسَنَ » إلى غير ذلك مما دل صريحا على رجحان تَحْسِينِ الصوت في القرآن بالمعنى المتعارف ، وما قيل من أن تَحْسِينَ الصوت إنما هو بتأدية الحروف والإعراب ، والاعتماد على المخارج ، فإنه يُحَسِّنُ الصوت به حُسْناً جيدا ، وأن تَحْسِينَ الصوت لا دخل له في القرآن ، ففي غاية البعد عن مفاد تلك الأحاديث ، وخروج عن مناطيقها ، إلى ما لا دليل عليه (١).
__________________
(١) راجع تفصيل ذلك : تفسير الصافي للفيض الكاشاني ، المقدمة الحادية عشرة.