يوضع في الأخطار ، وأراد بِالرِّهَانِ هاهنا : نفس الإنسان لأنها مَرْهُونَةٌ بعملها.
قال تعالى ( كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ ) [ ٥٢ / ٢١ ].
والرَّهِينَةُ : الرَّهْنُ ، والهاء للمبالغة ، ثم استعمل بمعنى الْمَرْهُونِ ، ومنه الْخَبَرُ « كُلُّ غُلَامٍ رَهِينَةٌ بِعَقِيقَتِهِ » أي العقيقة لازمة له لا بد منها ، فشبهه في اللزوم بِالرَّهْنِ في أيدي الْمُرْتَهِنِ.
ويطلق الرَّهْنُ على الْمَرْهُونِ ، وجمعه رُهُونٌ كفلس وفلوس.
ورَاهَنْتُ فلانا على كذا من باب قاتل وتَرَاهَنَ القوم : أخرج كل واحد منهم رهنا ليفوز بالجميع إذا غلب.
والْمُرْتَهِنُ : الذي يأخذ الرَّهْنَ.
والإنسان رَهِينٌ موت ، هو فعيل بمعنى مفعول أي إنك مَرْهُونُ الموت وماله ، وهو رَهْنُكَ في هذه الدنيا مدة قليلة ، ثم عن قريب يفك رَهْنُهُ ويتصرف في ماله.
( رين )
قوله تعالى ( كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ ) [ ٨٣ / ١٤ ] أي غلب على قلوبهم كسب الذنوب كما يَرِينُ الخمر على عقل السكران.
يقال رَانَ على قلبه ذنبه ، من باب باع يَرِينُ رَيْناً أي غلب.
والرَّيْنُ : الحجاب الكثيف.
ورَانَتْ نفسه تَرِينُ : خبثت.
وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام « قَالَ مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَفِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ ، فَإِذَا أَذْنَبَ ذَنْباً خَرَجَ فِي تِلْكَ النُّكْتَةِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، فَإِذَا تَابَ ذَهَبَ ذَلِكَ السَّوَادُ ، وَإِذَا تَمَادَى فِي الذُّنُوبِ زَادَ ذَلِكَ السَّوَادُ حَتَّى يُغَطِّيَ الْبَيَاضَ فَإِذَا غَطَّى الْبَيَاضَ لَمْ يَرْجِعْ صَاحِبُهُ إِلَى خَيْرٍ أَبَداً ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى ( كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ ) [ ٨٣ / ١٤ ].