الزمان فقط.
وإذا جعلته عبارة عن حدوث الشيء ووقوعه استغنى عن الخبر ، لأنه دل على معنى وزمان ، تقول كان الأمر وأنا أعرفه مذ كَانَ ، أي مذ خلق.
وَفِي حَدِيثِ الْمَوْعِظَةِ « فَكَأَنْ قَدْ صِرْتُمْ إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ » هي مخففة من المثقلة أي « كَأَنَّكُمْ قَدْ صِرْتُمْ » ، يعني كَأَنَّ الأمر والشأن متم كما ماتوا.
وقولهم « جاءوني لا يَكُونُ زيدا » هو على الاستثناء ، كأنك قلت : لا يَكُونُ الآتي زيدا.
والْمَكَانُ : موضع كَوْنِ الشيء وحصوله ويذكر ويؤنث ويجمع على أَمْكِنَةٍ وأَمْكِنٍ قليلا ، ويؤنث قليلا فيقال مَكَانَةٌ : والجمع مَكَانَاتٌ.
( كهن )
فِي الْحَدِيثِ « نَهَى عَنْ حُلْوَانِ الْكَاهِنِ ».
الْكَاهِنِ هو الذي يتعاطى الخبر عن الْكَائنات في مستقبل الزمان ، ويدعي معرفة الأسرار قيل : وكان في العرب كَهَنَةٌ كشق وسطيح وغيرهما (١) فمنهم من كان يزعم أن له تابعا من الجن يلقي إليه الأخبار ، ومنهم من كان يزعم أنه يعرف الأمور بمقدمات أسباب يستدل بها على مواقعها من كلام من يسأله أو فعله أو حاله ، وهذا يخصونه باسم العراف كالذي يدعي معرفة الشيء المسروق ، ومكان الضالة ونحوهما ـ كذا قاله في النهاية.
وفي المغرب ـ نقلا عنه ـ : الْكَاهِنُ أحد الْكُهَّانِ ، وأَنَ الْكِهَانَةَ في العرب : قبل المبعث ، يُرْوَى « أَنَّ الشَّيَاطِينَ كَانَتْ تَسْتَرِقُّ السَّمْعَ فَتُلْقِيهِ إِلَى الْكَهَنَةِ ، وَتَقْبَلُهُ الْكُفَّارُ مِنْهُمْ فَلَمَّا بُعِثَ صلىاللهعليهوآله وَحُرِسَتِ السَّمَاءُ بَطَلَتِ الْكِهَانَةُ » وجمع الْكَاهِنِ كُهَّانٌ وكَهَنَةٌ ككافر وكفار وكفرة.
__________________
(١) حاك الخيال حول هذين حكايات أشبه بالخرافات منها إلى الحقائق ، فزعموا أن الأول كان شق إنسان أي نصفه. بيد واحدة ورجل واحدة وعين واحدة. وأن سطيحا كان لحما يطوي كما يطوي الثوب لأعظم فيه غير الجمجمة ، ووجهه في صدره. وزعموا أن هذين الكاهنين عاشا بضعة قرون.