ويقال سفه في نفسه ، فلما سقط حرف الخفض نصب ما بعده.
قوله ( فَإِنْ كانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً ) [ ٢ / ٢٨٢ ] قوله ( سَفِيهاً ) أي جاهلا ( أَوْ ضَعِيفاً ) أي أحمقا ، والجاهل الجاهل بالأحكام ، ولو كان جاهلا في أحواله ما جاز له أن يداين.
والسَّفِيهُ : المبذر وهو الذي يصرف أمواله في غير الأغراض الصحيحة ، أو ينخدع في المعاملة.
وفسر السَّفِيهُ أيضا بمن يستطيل على من دونه ويخضع لمن فوقه.
ولو فسر السَّفِيهُ بالذي لا يبالي بما قال ولا ما قيل فيه لم يكن بعيدا.
قوله ( سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ) [ ٢ / ١٤٢ ] الآية يعني بهم اليهود الجهلاء
وفي كلام بعض الأعلام في هذه الآية : السُّفَهَاءُ خفاف العقول الذين ألفوا التقليد ، وأعرضوا عن النظر.
قال : وأتى بالفعل الاستقبالي إخبارا عما يجيء إعدادا للجواب ، إذ قبل : الرمي يراش السهم ، أو لتوطين النفس على المكروه لأن المفاجأة به شديدة.
قوله ( وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ ) [ ٤ / ٥ ] قال الشيخ أبو علي : أي لا تعطوا السفهاء ، وهم الذين ينفقون الأموال فيما لا ينبغي من النساء والصبيان والمبذرين ( أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً ) تقومون بها وتنتعشون بها (١).
والسَّفَهُ : ضد الحلم.
وسَفُهَ فلان بالضم سَفَاهاً وسَفَاهَةً ، وسَفِهَ بالكسر سَفَهاً لغتان أي صار سفيها.
قال الجوهري : فإذا قالوا سفه نفسه وسفه رأيه لم يقولوا إلا بالكسر لأن فعل لا يكون متعديا.
( سنه )
قوله تعالى ( ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ ) [ ١٨ / ٢٥ ] نصب سنين على أنه عطف بيان من ثلاثمائة.
قال الزمخشري : قال أبو إسحاق : فلو انتصب سنين على التميز لوجب أن
__________________
(١) الشيخ الطبرسي : جوامع الجامع ص ٧٩.