عزوجل « ونفخت فيه من روحي (١) » قال ، روح اختاره الله واصطفاه وخلقه وأضافه إلى نفسه وفضله على جميع الأرواح فأمر فنفخ منه في آدم عليهالسلام.
١٢ ـ حدثني غير واحد من أصحابنا ، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنا الحسين بن الحسن ، قال حدثنا بكر ، عن القاسم بن عروة ، عن عبد الحميد الطائي ، عن محمد بن مسلم ، قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عزوجل : « ونفخت فيه من روحي (١) » كيف هذا النفخ؟ فقال : إن الروح متحرك كالريح ، وإنما سمي روحا لأنه اشتق اسمه من الريح ، وإنما أخرجه على لفظة الروح لان الروح مجانس للريح ، وإنما أضافة إلى نفسه لأنه اصطفاه على سائر الأرواح كما اصطفى بيتا من البيوت فقال : « بيتي » وقال لرسول من الرسل : « خليلي » وأشباه ذلك [ وكل ذلك ] مخلوق مصنوع محدث مربوب مدبر.
١٣ ـ وبهذا الاسناد : عن محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنا علي بن العباس ، قال : حدثنا عبيس (٢) بن هشام ، عن عبد الكريم بن عمرو ، عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله عزوجل : « فإذا سويته ونفخت فيه من روحي » قال : من قدرتي.
١٤ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رضياللهعنه ـ قال : حدثنا الحسين ابن الحسن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن ابن سنان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : أمير المؤمنين عليهالسلام في خطبته (٣) : أنا الهادي ، أنا المهتدي ، وأنا أبو اليتامى والمساكين ، وزوج الأرامل ، وأنا ملجأ كل ضعيف ، ومأمن كل خائف ، وأنا قائد المؤمنين [ إلى الجنة ] ، وأنا حبل الله المتين ، وأنا عروة الله الوثقى ، وكلمة الله التقوى ، وأنا عين الله ، ولسانه الصادق ، ويده ، وأنا جنب الله الذي يقول : « أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله (٤) » وأنا يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة
__________________
(١) الحجر : ٢٩.
(٢) في بعض النسخ [ عبيد ] وفى بعضها [ عيسى ].
(٣) في بعض النسخ [ خطبة ]
(٤) الزمر : ٥٦ الجنب : القرب. وقوله : « يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله » أي في قربه وجواره ومنه قوله تعالى : « والصاحب بالجنب » وهو الرفيق في السفر الذي يصحب الانسان.
وكنى عنه بالجنب لكونه قريبا منه ملاصقا له. وقال عليهالسلام : أنا جنب الله لشدة قربه منه تعالى.