عليهالسلام فعاده فقال : كيف تجدك؟ قال : لقيت الموت بعدك ـ يريد ما لقيه من شدة مرضه ـ فقال : كيف لقيته؟ فقال : أليما شديدا. فقال : ما لقيته إنما لقيت ما ينذرك به ويعرفك بعض حاله ، إنما الناس رجلان : مستريح بالموت ، ومستراح به منه ، فجدد الايمان بالله بالولاية تكن مستريحا ففعل الرجل ذلك. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٨ ـ وبهذا الاسناد ، عن علي بن محمد عليهماالسلام ، قال : قيل لمحمد بن علي بن موسى صلوات الله عليهم : ما بال هؤلاء المسلمين يكرهون الموت؟ قال : لأنهم جهلوه فكرهوه ولو عرفوه وكانوا من أولياء الله عزوجل لأحبوه ولعلموا أن الآخرة خير لهم من الدنيا ، ثم قال عليهالسلام : يا أبا عبد الله ما بال الصبي والمجنون يمتنع من الدواء المنقي لبدنه والنافي للألم عنه؟ قال : لجهلهم بنفع الدواء. قال : والذي بعث محمدا بالحق نبيا إن من استعد للموت حق الاستعداد فهو أنفع له من هذا الدواء لهذا المتعالج ، أما إنهم لو عرفوا ما يؤدي إليه الموت من النعيم لاستدعوه وأحبوه أشد ما يستدعي العاقل الحازم الدواء لدفع الآفات واجتلاب السلامات.
٩ ـ وبهذا الاسناد ، عن الحسن بن علي عليهماالسلام قال : دخل علي بن محمد عليهماالسلام على مريض من أصحابه وهو يبكي ويجزع من الموت فقال له : يا عبد الله تخاف من الموت لأنك لا تعرفه ، أرأيتك إذا اتسخت وتقذرت وتأذيت من كثرة القذر والوسخ عليك و أصابك قروح وجرب وعلمت أن الغسل في حمام يزيل ذلك كله أما تريد أن تدخله فتغسل ذلك عنك أو ما تكره أن لا تدخله فيبقى ذلك عليك؟ قال : بلى يا ابن رسول الله. قال : فذاك الموت هو ذلك الحمام وهو آخر ما بقي عليك من تمحيص ذنوبك وتنقيتك من سيئاتك فإذا أنت وردت عليه وجاوزته فقد نجوت من كل غم وهم وأذى ، ووصلت إلى كل سرور وفرح ، فسكن الرجل واستسلم ونشط وغمض عين نفسه ومضى لسبيله.
١٠ ـ وسئل الحسن بن علي بن محمد عليهمالسلام عن الموت ما هو؟ فقال : هو التصديق بما لا يكون. (١) حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن الصادق عليهالسلام قال : إن المؤمن إذا مات
__________________
(١) أي هو أمر ، التصديق به تصديق بما لا يكون إذ المؤمن لا يموت بالموت والكافر أيضا كذلك لأنه كان ميتا قبله ( قاله المجلسي ـ رحمهالله ـ ) ويأتي له معنى آخر بعد تمام الحديث.