على أسنانها (١) وليس على النيف شئ ولا على الكسور شئ وليس على العوامل شئ ، إنما ذلك على السائمة الراعية ، قال : قلت : ما في البخت السائمة. قال : مثل ما في الإبل العربية (٢).
قال مصنف هذا الكتاب ـ رضياللهعنه ـ : وجدت مثبتا بخط سعد بن عبد الله بن أبي خلف ـ رضياللهعنه ـ في أسنان الإبل من أول ما تطرحه أمه إلى تمام السنة « حوار (٣) » فإذا دخل في السنة الثانية سمي ابن مخاض لان أمه قد حملت ، فإذا دخل في الثالثة سمي ابن لبون وذلك أن أمه قد وضعت وصار لها لبن ، فإذا دخل في الرابعة سمي حقا للذكر والأنثى حقة لأنه قد استحق أن يحمل عليه ، فإذا دخل في الخامسة سمي جذعا ، فإذا دخل في السادسة سمي ثنيا لأنه قد ألقى ثنيته ، فإذا دخل في السابع ألقى رباعيته وسمي رباعا ، فإذا دخل في الثامنة ألقى السن الذي بعد الرباعية وسمي سديسا ، فإذا دخل في التاسعة فطرنا به وسمي بازلا ، فإذا دخل في العاشرة فهو مخلف وليس لها بعد هذا اسم ، فالأسنان التي تؤخذ في الصدقة من ابن مخاض إلى الجذع.
__________________
(١) نقل الفيض ـ رحمهالله ـ عن أستاذه في العلوم النقلية السيد ماجد بن هاشم البحراني ـ طاب ثراه ـ أنه قال : المراد برجوع الإبل على أسنانها استيناف النصاب الكلى واسقاط اعتبار الأسنان السابقة كأنه إذا أسقط اعتبار الأسنان واستؤنف النصاب الكلى تركت الإبل على أسنانها ولم تعتبر كما يقال : رجعت الشئ على حاله أي تركته عليه ولم أغيره وهو وإن كان بعيدا بحسب اللفظ الا أن السياق يقتضيه وتعقيب ذكر أنصبة الغنم لقوله وسقط الأمر الأول ثم تعقيبه بمثل ما عقب به نصب الإبل والبقر من نفى الوجوب عن النيف يرشد إليه لأنه جعل اسقاط الاعتبار بالأسنان السابقة في الغنم مقابلا لرجوع الإبل على أسنانها واقعا موقعه وهو يقتضى اتحادهما في المؤدى وربما أمكن جمله على استيناف النصب السابقة فيما تجدد ملكه في أثناء الحول كما أول به المرتضى ـ رضياللهعنه ـ ما رواه من استيناف الفريضة بعد المائة والعشرين وقد يقال : أراد برجوعها على أسنانها استيناف الفرائض السابقة بعد بلوغ المائة والعشرين بأن يؤخذ للخمس الزائدة بعد المائة والعشرين شاة وللعشر شاتان وهكذا إلى الخمس والعشرين فيؤخذ بنت مخاض وهكذا كما هو قول أبي حنيفة ويكون محمولا على التقية والوجه هو الأول لما ذكرنا انتهى كلام أستاذنا ـ رحمهالله ـ.
(٢) البخت ـ بالضم ـ : نوع من الإبل غير العربية واحدها : بختي.
(٣) الحوار ـ بضم الحاء المهملة وكسرها ـ : ولد الناقة قبل أن يفصل عنها.