إليه رجل فقال : يا ابن رسول الله ما بالنا نكره الموت ولا نحبه؟ قال : فقال الحسن عليهالسلام : لأنكم أخربتم آخرتكم وعمرتم دنياكم وأنتم تكرهون النقلة من العمران إلى الخراب.
٣٠ ـ حدثنا أبي ـ رحمهالله ـ قال : حدثنا محمد بن يحيى ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد الكوفي ، عن عبد الله الدهقان ، عن درست ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبي إبراهيم عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ألا ، هل عسى رجل يكذبني وهو على حشاياه (١) متكئ؟ قالوا : يا رسول الله ومن الذي يكذبك؟ قال : الذي يبلغه الحديث فيقول : ما قال هذا رسول الله قط ، فما جاءكم عني من حديث موافق للحق فأنا قلته ، وما أتاكم عني من حديث لا يوافق الحق فلم أقله ولن أقول إلا الحق.
٣١ ـ وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله. اتقوا تكذيب الله. قيل : يا رسول الله وكيف ذاك؟ قال : يقول أحدكم : قال الله ، فيقول الله : كذبت لم أقله. أو يقول : لم يقل الله ، فيقول الله عزوجل : كذبت قد قلته.
٣٢ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز بن عبد الله ، عن زرارة ، قال : قال أبو جعفر عليهالسلام : إياك والتحاف الصماء. قال : قلت وما الصماء؟ قال : أن تدخل الثوب من تحت جناحك فتجعله على منكب واحد.
٣٣ ـ حدثنا أبي ـ رحمهالله ـ قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، عن سلمة بن الخطاب عن الحسين بن راشد بن يحيى ، عن علي بن إسماعيل ، عن عمرو بن أبي المقدام ، قالت : سمعت أبا الحسن أو أبا جعفر عليهماالسلام يقول في هذه الآية : « ولا يعصينك في معروف (٢) » قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لفاطمة عليهاالسلام : إذا أنا مت فلا تخمشي (٣) علي وجها ، ولا ترخى علي شعرا ، ولا تنادي بالويل ، ولا تقيمي علي نائحة. ثم قال : هذا المعروف الذي
__________________
(١) الحشايا ـ بفتح الحاء المهملة ـ : جمع الحشية بمعنى الفراش المحشو أي المملو قطنا أو نحوه.
(٢) الممتحنة : ١٢.
(٣) خمش الوجه : لطمه وخدشه.