ابن محمد بن قتيبة قال : حدثنا حمدان بن سليمان النيسابوري ، عن عبد السلام بن صالح الهروي قال : سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليهماالسلام ، يقول : أفعال العباد مخلوقة. فقلت له : يا ابن رسول الله وما معنى « مخلوقة »؟ قال : مقدرة. (١)
٥٣ ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ـ رضياللهعنه ـ قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن يعقوب بن يزيد ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن فضال ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، عن سدير الصيرفي ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : خلق نور فاطمة عليهاالسلام قبل أن تخلق الأرض والسماء. فقال بعض الناس : يا نبي الله فليست هي إنسية؟ فقال صلىاللهعليهوآله : فاطمة حوراء إنسية قال : يا نبي الله وكيف هي حوراء إنسية؟ قال : خلقها الله عزوجل من نوره قبل أن يخلق آدم إذ كانت الأرواح فلما خلق الله عزوجل آدم عرضت على آدم. قيل : يا نبي الله وأين كانت فاطمة؟ قال : كانت في حقة تحت ساق العرش ، قالوا : يا نبي الله فما كان طعامها؟ قال : التسبيح ، والتهليل ، والتحميد. فلما خلق الله عزوجل آدم وأخرجني من صلبه أحب الله عزوجل أن يخرجها من صلبي جعلها تفاحة في الجنة وأتاني بها جبرئيل عليهالسلام فقال لي : السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا محمد ، قلت : وعليك السلام ورحمة الله حبيبي جبرئيل. فقال : يا محمد إن ربك يقرئك السلام. قلت : منه السلام وإليه يعود السلام. قال : يا محمد إن هذه تفاحة أهداها الله عزوجل إليك من الجنة فأخذتها وضممتها إلى صدري. قال : يا محمد يقول الله جل جلاله : كلها. ففلقتها فرأيت نورا ساطعا ففزعت منه فقال : يا محمد مالك لا تأكل؟ كلها ولا تخف ، فإن ذلك النور المنصورة في السماء وهي في الأرض فاطمة ، قلت : حبيبي جبرئيل ، ولم سميت في السماء « المنصورة » وفي الأرض « فاطمة »؟ قال : سميت في الأرض « فاطمة » لأنها فطمت شيعتها من النار وفطم أعداءها عن حبها ، وهي في السماء « المنصورة » وذلك قول الله
__________________
(١) وقال تعالى : « الله خالق كل شئ » وقال « والله خلقكم وما تعملون » ومخلوقية أفعال العباد للحق لا تنافى كونها باختيارهم ومستندة إلى إرادتهم ، لان معنى المخلوقية انها من حيث هي أمور ممكنة في حد نفسها تحتاج إلى العلة وسلسلة العلل تنتهي إلى الحق تعالى لا محالة ، وبنظر أدق