عليهالسلام يقول : لما أنزلت هذه الآية على النبي صلىاللهعليهوآله : « من جاء بالحسنة فله خير منها (١) » قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : اللهم زدني فأنزل الله تبارك وتعالى : « من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها (٢) » فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : اللهم زدني ، فأنزل الله عزوجل عليه « من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة (٣) » فعلم رسول الله صلىاللهعليهوآله أن الكثير من الله عزوجل لا يحصى وليس له منتهى.
٥٥ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رضياللهعنه ـ قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، عن أبي الحسن علي بن يحيى ، عن علي بن مروك الطائي ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أي عرى (٤) الايمان أوثق؟ فقالوا : الله ورسوله أعلم ، فقال بعضهم : « الصلاة » وقال بعضهم : « الزكاة » وقال بعضهم : « الصوم » وقال بعضهم : « الحج والعمرة » وقال بعضهم : « الجهاد » فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لكل ما قلتم فضل وليس به ، ولكن أوثق عرى الايمان الحب في الله ، والبغض
__________________
البرهان موافقة ندركها وتصدقها الأجنان وإلا فالتوقف حتى يكشف القناع عن وجه الحق فيشاهد بالعيان. وقد تطابق العقل والنقل والبيان والبرهان كما ادعى عليه الكشف والعيان والشهود والوجدان.
على أن في باطن هذا العالم عالما أشرف وأكمل وكذا في باطنه حتى ينتهى إلى الحق الأول وقد سميت تلك العوالم في الروايات بالغيب والنور والروح والذر وأشباهها وقد عبر عنها أصحاب الحكمة المتعالية بمراتب الوجود المشككة وكلما أمعن في البطون وارتفع سنام الوجود اشتد وحدته وبساطته حتى يصل إلى الواحد الاحد جل شأنه وعلى هذا فما صدر عنه في طليعة الممكنات موجود واحد شريف في غاية النورية والبهجة وله ظهور في كل عالم بحسبه ولا غرو أن يكون مظهره في عالم الطبيعة جسم النبي صلىاللهعليهوآله ثم الولي الذي نفسه وبنته التي هي بضعة منه والأئمة المعصومين المولودين بواسطتها عنه وكلهم نور واحد فافهم ولعلك بما ذكر تقدر على حل ما أشكل عليك من تلك الأخبار الحاكية عن بعض ما في الوجود من الحقائق والاسرار والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم. ( م )
(١) النمل : ٩٢.
(٢) الانعام : ١٦١.
(٣) البقرة : ٢٤٦.
(٤) العرى : جمع العروة وهي ما يتمسك ويؤخذ به.