بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله المعصومين ينابيع أحكام الله.
وبعد ، فإنّ من نعم الله الكبرى على هذه الامّة المرحومة أن هيّأ لها في كلّ عصر وزمان رجالا أفذاذا وعلماء عدولا يذبّون عن حوزة الدين ويدافعون عن شريعة سيّد المرسلين بفكرهم الوقّاد وبيانهم النقّاد ، فكتبوا في مختلف الميادين ، وثبّتوا في قلوب الناس اسس الحكمة واليقين ، ووقفوا بحقّ وقفة الاسود في الدفاع عن الثقلين المقدّسين الأكبر والأصغر ، بعد أن بيّنوا المجملات ، وأوضحوا المبهمات ، وفسّروا الآيات ، وشرحوا الأخبار وما اعضل من الروايات ، وعرّفوا الناس الحلال من الحرام ، وأرشدوهم إلى ما به سعادتهم في الدنيا والختام. فها هي آثارهم تشهد لهم بالحسنى ، وها هي كتبهم تدلّ على مدى الإخلاص الّذي انطوت عليه سرائرهم ، وصلاح النوايا الّتي انعقدت عليه ضمائرهم ، فشروا أنفسهم ابتغاء مرضاة الله فأثابهم وأكرمهم بأفضل حلل الكرامة. فلله سبحانه درّهم وعليه تعالى أجرهم.
ومن هؤلاء الأنجم الزاهرة والأعلام الباهرة : فقيه العصر واعجوبة الدهر سماحة العلّامة السيّد عليّ الموسوي القزويني (المتوفّى سنة ١٢٩٨ ه ق) صاحب الحاشية على المعالم والقوانين ومؤلّفات ثمينة اخرى ، منها هذه الموسوعة الفقهيّة المنيفة ، يأتي وصفها في تقدمة حفيده الفاضل سماحة الحجّة السيّد علي العلوي القزويني ـ دامت إفاضاته ـ ونحن نباهي بهذا التوفيق الغالي الّذي توفّقت مؤسّستنا في طريق إحياء هذا التراث القيّم ، شاكرين الخلف الصالح للمؤلّف وحفيده العالم سماحة حجّة الإسلام والمسلمين الحاج السيّد جواد الموسوي العلوي القزوينى ـ دام ظلّه ـ كفاء ما تفضّل به من النسخة الأصلية ؛ ونشكر أيضا لنجله الفاضل المحقّق على ما بذل من الجهود في تصحيح وتحقيق الكتاب ، مزدانا بتخريجات نافعة وتعاليق لائقة.
|
مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة |