على محمّد بن سنان ممّا لا وجه له ؛ فإنّ هذا الرجل وإن كان ممّن ضعّفه النجاشي (١) والفضل بن شاذان (٢) وغيره (٣) ، غير أنّ الّذي يظهر بملاحظة القرائن الخارجيّة المقرّرة في محالّها وثاقته ، وكونه من الأجلّاء الفضلاء ، هذا مع ما يأتي من روايات اخر مطلقة تشمل بإطلاقها تغيّر اللون أيضا.
ثمّ إنّ بملاحظة أكثر ما ذكر يعرف الحكم في تغيّر الطعم والرائحة أيضا ، مضافا إلى روايات اخر كثيرة واردة في المقام.
منها : ما في التهذيب والاستبصار من الصحيح عن أبي خالد القمّاط ، أنّه سمع أبا عبد الله عليهالسلام يقول : في الماء يمرّ به الرجل وهو نقيع وفيه الميتة والجيفة ـ وفي بعض النسخ الميتة الجيفة ـ فقال أبو عبد الله عليهالسلام : « إن كان الماء قد تغيّر ريحه وطعمه فلا تشرب ولا تتوضّأ ، وإن لم يتغيّر ريحه وطعمه فاشرب وتوضّأ [منه] (٤) » ، وفي بعض نسخ التهذيب : « ريحه أو طعمه » (٥).
ومنها : ما فيهما أيضا من الصحيح عن حريز بن عبد الله عن أبي عبد الله عليهالسلام : قال كلّما غلب الماء على ريح الجيفة فتوضّأ من الماء واشرب ، فإذا تغيّر الماء أو تغيّر الطعم فلا توضّأ منه ولا تشرب » (٦) ، ورواه في الكافي أيضا مرسلا عن حمّاد عمّن أخبره عن أبي عبد الله عليهالسلام (٧).
__________________
(١) رجال النجاشي : ٣٢٨ قال فيه : « ... وهو رجل ضعيف جدّا لا يعوّل عليه ولا يلتفت إلى ما تفرّد به ... ».
(٢) حكى عنه النجاشي في رجاله ، حيث قال : « قال : أبو الحسن عليّ بن محمّد بن قتيبة النيشابوري قال : قال أبو محمّد الفضل بن شاذان : لا احلّ لكم أن ترووا أحاديث محمّد بن سنان ... [رجال النجاشي : ٣٢٨]
(٣) قال العلّامة في الخلاصة : « وقد اختلف علماؤنا في شأنه ، فالشيخ المفيد رحمهالله قال : إنّه ثقة وأمّا الشيخ الطوسي رحمهالله فإنّه ضعّفه وكذا قال النجاشي ، وابن الغضائري وقال : إنّه ضعيف غال لا يلتفت إليه ، وروى الكشّي فيه قدحا عظيما ، وأثنى عليه أيضا ، والوجه عندي التوقّف فيما يرويه ... [خلاصة الأقوال : ٣٩٤].
(٤) أثبتناه من المصدر.
(٥) الوسائل ١ : ١٣٩ ، ب ٣ من أبواب الماء المطلق ح ٤ ـ التهذيب ١ : ٤٠ / ١١٢ ـ الاستبصار ١ : ٩ / ١٠.
(٦) التهذيب ١ : ٢١٦ / ٦٢٥ ـ الاستبصار ١ : ١٢ / ١٩ ـ الوسائل ١ : ١٣٧ ، ب ٣ من أبواب الماء المطلق ح ١ ـ وفيه « إذا تغيّر الماء وتغيّر الطعم ».
(٧) الكافي ٣ : ٤ / ٣.