وجوباً ـ في هذه الصورة ـ الإعادة على النحو الذي ذكرناه فيما إذا تمكّن منها.
(كيفية إحرام النائي الذي لا يمرّ بالمواقيت)
مسألة ١٧٣ : قد تقدّم أن النائي يجب عليه الإحرام لعمرته من أحد المواقيت الخمسة الأولى ، فإن كان طريقه منها فلا إشكال ، وإن كان طريقه لا يمرّ بها كما هو الحال في زماننا هذا ، حيث إن أغلب الحجّاج يردون مطار جدّة ابتداءً ، وقسم منهم يريدون تقديم أعمال العمرة والحجّ على الذهاب إلى المدينة المنورة ، ومن المعلوم أن جدّة ليست من المواقيت ، ومحاذاتها لأحد المواقيت غير ثابتة ، بل المطمأن به عدمها (١) ، فلهم أن يختاروا أحد الطرق الثلاثة :
الأول : أن يحرم بالنذر من بلده أو من الطريق قبل المرور جوّاً على بعض المواقيت ، وهذا لا إشكال فيه فيما إذا لم يستلزم الاستظلال من الشمس ـ كما إذا كان الطيران في الليل ـ أو الاتّقاء من المطر.
الثاني : أن يمضي من جدّة إلى بعض المواقيت أو إلى ما يحاذيه فيحرم منه ، أو يذهب إلى مكان يقع خلف أحد المواقيت فيحرم منه بالنذر ك (رابغ) الذي يقع قبل الجحفة ،
__________________
(١) السؤال ١ : هل يجوز الإحرام للحجّ من مدينة جدّة ، واذا لم يجز فماذا العمل؟
الجواب : ليست جدّة من المواقيت ولا محاذية لاحدها فلا يصح الإحرام منها للعمرة أو الحجّ ولكن إذا علم المكلّف ان بينها والحرم موضعاً يحاذي احد المواقيت ـ كما لا يبعد ذلك بلحاظ المحاذاة مع الجحفة ـ جاز له الإحرام منها بالنذر.
السؤال ٢ : مدينة جدّة هل تقع في حدود الحرم ام هي خارجة منه وهل هي من المواقيت أو محاذية لبعضها ولذلك يجوز الإحرام منها؟
الجواب : جدّة خارجة عن حدود الحرم وليست هي من المواقيت ولا محاذية لبعضها نعم توجد بينها وبين الحرم نقطة تحاذي الجحفة ولذلك يجوز الإحرام من جدّة للوافدين اليها بالنذر.
السؤال ٣ : ذكرتم في رسالة المناسك أنه يجوز الإحرام من جدّة بالنذر فيما إذا علم ولو إجمالاً بأن بين جدّة والحرم موضعاً يحاذي أحد المواقيت كما لا يبعد ذلك بلحاظ المحاذاة مع الجحفة ، ولكنّ قد يشكّك في وجود نقطة المحاذاة هذه بدعوى أن جدّة تقع بالنظر إلى خطوط الطول من بعد الجحفة فلا يتصور وجود نقطة المحاذاة بينها وبين مكّة المكرمة بالقياس إلى الجحفة فما هو تعليقكم؟
الجواب : الخرائط الجغرافية تبين أن جدّة بالنظر إلى خطوط الطول تقع قبل الجحفة لا بعدها وعلى هذا الأساس نرى أن النقطة المحاذية للجحفة تقع في الجنوب الشرقي من جدّة.