وينبغي الاكثار فيه من الدّعاء للاخوان المؤمنين أحياءً وأمواتاً ، والرّواية الواردة في شأن عبد الله بن جندب (رحمه الله) في الموقف بعرفات ودعاؤه لاخوانه المؤمنين مشهورة ، ورواية زيد النرسي في شأن الثّقة الجليل معاوية بن وهب في الموقف ودعاؤه في حقّ اخوانه في الافاق واحداً واحداً وروايته عن الصّادق (عليه السلام) في فضل هذا العمل فيما ينبغي الاطّلاع عليه والتدبّر فيه ، والرّجاء الواثق من اخواني المؤمنين أن يجعلوا هؤلاء العظماء قدوة يقتدون بهم فيؤثرون على أنفسهم اخوانهم المؤمنين بالدّعاء ويعدونني في زمرتهم ، وأنا العاصي الذي سوّدت وجهي الذّنوب فلا ينسُوني من الدّعاء حيّاً وميّتاً ، واقرأ في هذا اليوم الزّيارة الجامعة الثّالثة وقل في آخر نهار عرفة : يا رَبِّ انَّ ذُنُوبى لا تَضُرُّكَ ، وَاِنَّ مَغْفِرَتَكَ لى لا تَنْقُصُكَ ، فَاَعْطِنى ما لا يَنْقُصُكَ ، وَاغْفِرْ لى ما لا يَضُرُّكَ وقل أيضاً : اَللّهُمَّ لا تَحْرِمْنى خَيْرَ ما عِنْدَكَ لِشَرِّ ما عِنْدى فَاِنْ اَنْتَ لَمْ تَرْحَمْنى بِتَعَبى وَنَصَبى فَلا تَحْرِمْنى اَجْرَ الْمُصابِ عَلى مُصيبَتِهِ.
ومنه : دعاء الإمام علي بن الحسين عليه السلام (١) يوم عرفة
اَلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ بَدِيعَ السَّمَاوَاتِ وَالارْضِ ذَا الْجَلالِ وَالاكْرَامِ رَبَّ الارْبَابِ وَإِلَهَ كُلِّ مَأَلُوهٍ وَخَالِقَ كُلِّ مَخْلُوقٍ وَوَارِثَ كُلِّ شَيءٍ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} وَلا يَعْزُبُ عَنْهُ عِلْمُ شَيءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيءٍ مُحِيطٌ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ رَقِيبٌ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ الاحَدُ الْمُتَوَحِّدُ الْفَرْدُ الْمُتَفَرِّدُ وَأَنْتَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ الْكَرِيمُ الْمُتَكَرِّمُ الْعَظِيمُ الْمُتَعَظِّمُ الْكَبِيرُ الْمُتَكَبِّرُ وَأَنْتَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ الْعَلِيُّ الْمُتَعَالِ الشَّدِيدُ الْمِحَالِ وَأَنْتَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ وَأَنْتَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ الْقَدِيمُ الْخَبِيرُ وَأَنْتَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ الْكَرِيمُ الاكْرَمُ الدَّآئِمُ الادْوَمُ وَأَنْتَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ الاوَّلُ قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ وَالآخِرُ بَعْدَ كُلِّ عَدَدٍ وَأَنْتَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ الدَّانِي فِي عُلُوِّهِ وَالْعَالِي فِي دُنُوِّهِ وَأَنْتَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ ذُو الْبَهَآءِ وَالْمَجْدِ وَالْكِبْرِيَآءِ وَالْحَمْدِ وَأَنْتَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ الَّذِي أَنْشَأْتَ الاشْيَآءَ مِنْ غِيرِ سِنْخٍ
__________________
(١) الصحيفة السجادية الدعاء ٤٧.