______________________________________________________
ومنها : إبدال اسم صريح منه :
نحو : كيف أنت أصحيح أم سقيم؟ فصحيح اسم صريح ؛ لقبوله علامات الاسم كلها ، وهو مبدل من كيف إبدال الشيء من الشيء على سبيل التفصيل ، فكيف اسم. وكذلك : من جاءك أزيد أم عمرو؟ ولا أعلم مم احترز المصنف بقوله : صريح (١)؟
واعلم أنه كما استدل على الاسمية بإبدال اسم صريح من ذلك اللفظ ، يستدل عليها بعكسه ، وهو إبدال ذلك اللفظ من اسم صريح ، نحو : جئت يوم الجمعة إذ جاء زيد ، وأجيء يوم الأحد إذا يجيء عمرو ، فإذ وإذا اسمان لإبدالهما من اسم صريح ، أي : قابل لعلامات الاسمية ، ذكر المصنف ذلك في باب الظروف (٢).
ومنها : الإخبار به مع مباشرة الفعل :
نحو : كيف كنت؟ وخروج زيد إذا خرجت ، فكيف خبر كان ، وإذا خبر المبتدأ الذي هو خروج زيد ، وكلاهما مباشر لفعل ؛ فالإخبار بهما ينفي الحرفية ومباشرة الفعل تنفي الفعلية فتعينت الاسمية. ـ
__________________
وكف بصره وهو ابن سبع عشرة سنة ، كان واسع العلم غزير المعرفة بالعربية واللغة والقراءات وعالما بالتفسير وصناعة الحديث حافظا للتاريخ والرجال والأنساب ، تصدر للإقراء والتدريس وبعد صيته في مراكش وغيرها ، وكان شاعرا ومن شعره مناجيا ربه :
يا من يرجّى للشدائد كلها |
|
يا من إليه المشتكى والمفزع |
ما لي سوى قرعي لبابك حيلة |
|
فلئن رددت فأيّ باب أقرع |
مصنفاته : له في النحو : نتائج الفكر. وهو كتاب محقق بكلية اللغة (رسالة دكتوراه) وقد طبع في ليبيا ، وله شرح الجمل لم يتم ولم أعثر عليه ، وله الروض الأنف في شرح السيرة وهو مطبوع ، وله كتب في التفسير. وقد توفي السهيلي سنة (٥٨١ ه).
وانظر في ترجمته : بغية الوعاة (٢ / ٨٢) ، والأعلام (٤ / ٨٦).
وقوله : وزعمه مردود بما ذكر أي : مردود بعود الضمير عليها في الآية الكريمة ، وانظر رأي السهيلي في مهما ودليله ورد الدليل في مغني اللبيب (١ / ٣٣٠).
(١) لما كان من علامات الاسم : إبداله من غيره وكانت هذه العلامة خافية على كثير ؛ حتى إنه لم يذكرها كثير من النحاة ، انظر الهمع (١ / ٥ ، ٦) ، شرح الرضي على الكافية (١ / ١٢) ، شرح المفصل لابن يعيش (١ / ٢٤) أكد تلك العلامة بأن يكون الاسم صريحا فلا احتراز من شيء.
(٢) انظر شرح التسهيل لابن مالك (٢ / ٢٠٧ ـ ٢١٠).