______________________________________________________
وإن تجفه يوما فليس مكافئا |
|
فيطمع ذا التّزوير والوشي أن يصغي (١) |
قال الشيخ (٢) : «وزعم الفراء أنّ قصر أخ لم يسمع كما سمع في أب وأجاز ذلك هشام».
ثم قال : «ولا دليل فيما أنشده المصنف ؛ لأنه يحتمل أن يكون منصوبا بإضمار فعل ، التقدير : الزم أخاك» انتهى.
واعلم أننا إذا جعلنا [١ / ٦٨] أخاك منصوبا بإضمار فعل كما قدره ضعف المعنى ؛ لأن مراد الشاعر أن يحصر الأخوة فيمن هذه صفته أي : أخوك هو من كان بهذه المثابة لا غيره. فالمعنى على الإخبار عن أخاك بذلك فهو مبتدأ لا مفعول.
وأما قصر حم فمشهور. وعلى قصره قيل للمرأة حماة والحم أبو زوج المرأة أو غيره من أقاربه. هذا هو المشهور ، وقد يطلق على أقارب الزوجة.
اللغة الثانية : النقص في الثلاثة : وإليها الإشارة بقوله : أو يلزمها النّقص والمراد به النقص اللغوي وهو أن تحذف لاماتها ويجعل الإعراب على العينات لا النقص العرفي كما في قاض ونحوه ، ولذلك قال المصنف : كيد ودم أي كنقص يد ودم.
واستعمال هذه الكلمات منقوصة أقل من استعمالها مقصورة.
أما نقص أب فشاهده قول الراجز :
٦٠ ـ بأبه اقتدى عديّ في الكرم |
|
ومن يشابه أبه فما ظلم (٣) |
__________________
(١) البيتان من بحر الطويل غير منسوبين فيما اطلعت عليه من مراجع.
اللغة : الملمة : النازلة. تبغي : تقصد وتطلب. يكفيك من يبغي : أن يقوم بنصرتك وحمايتك ممن يريد ظلمك. ذو التزوير والوشي : المفسد بين الأحباب واختلف في إعراب أخاك على ما هو في الشرح وهو موضع الشاهد. ويكفيك معطوف على جواب الشرط ففيه الرفع والنصب والجزم (حاشية الصبان : ٤ / ٢٤) والبيتان في شرح التسهيل (١ / ٤٩) ، وفي التذييل والتكميل (١ / ١٦٦).
(٢) انظر : التذييل والتكميل (١ / ١٦٦).
(٣) البيتان من الرجز المشطور قالهما رؤبة من قصيدة يمدح بها عدي بن حاتم الطائي الصحابي رضياللهعنه (انظر ملحقات ديوان رؤبة ص ١٨٢) وقبل بيت الشاهد قوله :
أنت الحليم والأمير المنتقم |
|
تصدع بالحقّ وتنفي من ظلم |