______________________________________________________
ولو جاز أن تقول : هذا حمك ، لجاز أن تقول في النسب حمي كما تقول في يد يدي (١).
ولما جرى ذكر يد ودم أشار إلى ما سمع فيهما من القصر وإلى ما سمع في دم من التضعيف ، وأنشد المصنف (٢) على ذلك قول الراجز :
٦١ ـ يا ربّ سار بات ما توسّدا |
|
إلّا ذراع العنس أو كفّ اليدا (٣) |
وقول الشاعر :
٦٢ ـ كأطوم فقدت برغزها |
|
أعقبتها الغبس منه عدما |
غفلت ثمّ أتت تطلبه |
|
فإذا هي بعظام ودما (٤) |
وقول الآخر :
٦٣ ـ أهان دمّك فرغا بعد عزّته |
|
يا عمرو بغيك إصرارا على الحسد |
__________________
(١) قال أبو حيان : فتلخص في أب وأخ وحم القصر والنقص ومصاحبة الحروف حالة الإضافة وفي أب وأخ التشديد ، وفي أخ وحم بناؤه على فعل ، وفي حم بناؤه مهموزا على فعل أو فعل وفي هن النقص والتشديد ومصاحبة الحروف حالة الإضافة (انظر التذييل والتكميل : ١ / ١٦٧).
(٢) انظر : شرح التسهيل (١ / ٤٦).
(٣) البيتان من الرجز المشطور وردا غير منسوبين.
اللغة : سار : اسم فاعل من سرى أي مشى ليلا. توسدا : اتخذ وسادة.
العنس : الناقة الشديدة ويروى العيس وهي الإبل البيض الشقر. وشاهده ومعناه واضحان.
وانظر مراجع البيت في معجم الشواهد (ص ٤٦١) وهو في شرح التسهيل لابن مالك (١ / ٤٦) ، وللمرادي (١ / ٤٠) ، ولأبي حيان (١ / ١٦٧) ولسان العرب : مادة يدي.
(٤) البيتان من بحر الرمل مجهولا القائل. وهو فيهما يصف بقرة وحشية لهت عن ابنها ، ثم طلبته فوجدته قد مات.
اللغة : الأطوم : البقرة الوحشية وهي في الأصل سمكة غليظة شبهت بها البقرة.
البرغز : بفتحتين أو ضمتين ولدها. الغبس جمع أغبس وهو الذئب.
وشاهده قوله : بعظام ودما : حيث جاء لفظ دم مقصورا أي ردت إليه لامه في الشعر ضرورة وكانت ياء ثم تحركت وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا ، ومثله قول الآخر في رواية (من الطويل) :
فلسنا على الأعقاب تدمى كلومنا |
|
ولكن على أعقابنا يقطر الدّما |
فالدم في موضع رفع فاعل بيقطر وهو اسم مقصور (لسان العرب : مادة برغز ، ج ١ ص ٢٦) والشاهد في معجم الشواهد (ص ٣٣٧) وفي شرح التسهيل (١ / ٤٧) ، وفي التذييل والتكميل (١ / ١٦٧) ، وفي جمهرة اللغة (٣ / ٤٨٤).