أسلفنا ذكرهم .. لا بد أن يكون تلميذا ذا ثقافة عالية نظرا لمجالسته لهؤلاء العلماء وملازمته لهم ينهل من علومهم ويرشف من فنونهم ويتغذى من ثقافاتهم الواسعة .. فاستفاد منهم الكثير الذي أودعه مؤلفاته النحوية والبلاغية وغيرها.
هذا ، وقد أشار السيوطي إلى أنه حدث ، وأفاد ، وكانت له يد طولى في الحساب (١).
وهذا يدل على تنوع ثقافة الرجل ، وأنه لم يترك شيئا من العلوم إلا أقبل عليه وحصل منه.
مؤلفاته :
لقد اتفقت جميع المصادر التي ترجمت لناظر الجيش على أنه لم يؤلف سوى كتابين : أحدهما في النحو والآخر في البلاغة.
أما الأول فهو : شرح التسهيل الذي نحن بصدد تحقيقه. وقد أشارت بعض المصادر إلى أنه لم يتمه (٢).
وأما الثاني : فهو : شرح تلخيص المفتاح في المعاني والبيان (٣).
هذان هما الكتابان اللذان أشارت إليهما جميع المصادر التي ترجمت لناظر الجيش وأنهما من تأليفه.
وفي أثناء اطلاعنا على كتاب : عصر سلاطين المماليك ـ وجدنا أن المؤلف يشير إلى أن محب الدين محمد بن يوسف المعروف بناظر الجيش له «شرح على الألفية» (٤).
ويبدو أن قلة مؤلفات ناظر الجيش ترجع إلى اشتغاله بالمناصب التي تولاها.
ويوضح ذلك ما ذكره في مقدمة هذا الشرح ؛ حيث ذكر أنه توقف عن إتمامه قال (٥) : «وقد كنت شرعت في ذلك والزمان غض ، والشباب غير مبيض ،
__________________
(١) انظر : بغية الوعاة (١ / ٢٧٥) وشذرات الذهب (٦ / ٢٥٩).
(٢) انظر : بغية الوعاة (١ / ٢٧٦) وشذرات الذهب (٦ / ٢٥٩) وكشف الظنون (١ / ٤٠٧).
(٣) انظر : كشف الظنون (١ / ٤٧٧) وحسن المحاضرة (١ / ٥٣٧) والنجوم الزاهرة (١١ / ١٤٤) وبغية الوعاة (١ / ٢٧٦).
(٤) انظر : عصر سلاطين المماليك (٢ / ١٥٤).
(٥) انظر : مقدمة كتاب شرح التسهيل لناظر الجيش (الجزء الأول من الكتاب الذي معك).