______________________________________________________
هي الأصل وما أشبهها حكمه حكمها.
وجعل الأعلم مما حذفت فيه النون لشبه الإضافة : لبّيك وسعديك وأخواتهما ؛ فالكاف عنده حرف خطاب كما هي في قولهم : أبصرك زيدا (١).
وذهب الأخفش وهشام إلى أن النون تحذف لإضافة الضمير في نحو ضارباك ؛ لأن هذا الضمير عندهما منصوب المحل ، وسيأتي الكلام على الأول في باب الإضافة وعلى الثاني في باب اسم الفاعل إن شاء الله تعالى (٢).
وأشار المصنف بقوله : ولزوم الألف إلى أن لغة بني الحارث بن كعب إلزام المثنى وما جرى مجراه الألف في كل حال ووافقهم في ذلك بنو الهجيم وبنو العنبر وغيرهم أيضا أجروا المثنى مجرى الاسم المقصور ، قال الشاعر :
٩٧ ـ إنّ أباها وأبا أباها |
|
قد بلغا في المجد غايتاها (٣) |
وقال الآخر :
٩٨ ـ وأطرق إطراق الشّجاع ولو رأى |
|
مساغا لناباه الشّجاع لصمّما (٤) |
__________________
(١) قال أبو حيان : «ذهب أبو الحجاج الأعلم إلى أنّ نون التثنية تحذف لغير ما ذكر المصنف من الإضافة والضرورة وتقصير الصلة وذلك هو حذفها في شبه الإضافة في قولك : لبّيك وسعديك فالكاف عنده ليست ضميرا وإنما هي حرف خطاب كما هي في قولك : أبصرك زيدا. وحذفت النون في لبيك وأمثاله لشبه الإضافة ؛ لأن الكاف تطلب الاتصال بالاسم كاتصالها باسم الإشارة نحو ذلك والنون تمنع من ذلك فحذفت لذلك» (التذييل والتكميل ١ / ٢٤٨).
(٢) قال ناظر الجيش في باب اسم الفاعل :
«وزعم الأخفش وهشام الكوفيّ أن كاف مكرمك وشبهه في موضع نصب ؛ لأن موجب النصب المفعوليّة وهي محققة وموجب الجر الإضافة وهي غير محققة ؛ إذ لا دليل عليها إلا حذف التنوين ونون التثنية والجمع. ولحذفها سبب غير الإضافة وهو صون الضّمير المتصل من وقوعه منفصلا وهذه شبهة تحسب قوية وهي ضعيفة ثم علّل وجه الضّعف». انظر باب إعمال اسم الفاعل وباب الإضافة في هذا التحقيق.
(٣) البيتان من الرجز المشطور قيل لأبي النجم وقيل لرؤبة ، وقد سبق الحديث عنهما في الأسماء الستة.
وشاهده هنا قوله : بلغا في المجد غايتاها حيث جاء المثنى منصوبا بالفتحة المقدرة على لغة من يلزمه الألف في كل أحواله.
(٤) البيت من بحر الطويل من قصيدة للمتلمس يعاتب فيها خاله الحارث بن التوأم اليشكري وكان قد