______________________________________________________
الفتح والرد إلى الأصل ، ولم يردوا اللام. ولو ردت لقيل ذوتات أو ذاتات.
وأمّا أمّ : فكان حقها ألا يجمع بالألف والتاء ؛ لأن ذلك حكم ما لا علامة فيه من أسماء الأجناس المؤنثة كعنز وعناق ؛ ولكن العرب [١ / ١١٢] جمعته بهما ، فلحق بما بابه السماع كسموات وأرضات ، وزادوا الهاء قبل العلامة في الأناسي ، وتركوها في غير الغالب وفعلوا في البهائم بالعكس. وقد اجتمع الأمران في قول الشاعر :
١٤٣ ـ إذا الأمّهات قبحن الوجوه |
|
فرجت الظّلام بأمّاتكا (١) |
ومن ورود أمّات في الأناسي قول كلثوم بن عياض (٢) :
١٤٤ ـ حماة الضّيم آباء كرام |
|
وأمّات فأنجد واستغارا (٣) |
__________________
(١) البيت من بحر المتقارب قاله مروان بن الحكم ، ذكر ذلك صاحب معجم الشواهد (ص ٢٥٦) وشراح شواهد الشافية : (٤ / ٣٠٨).
اللغة : قبحن الوجوه : يقال : قبحه يقبحه بفتح العين فيهما أخزاه وشوّهه والوجوه مفعوله.
فرجت الظلام : كشفته. أمات : جمع أم وهو موضع الشاهد.
والشاعر يصف أمهات المخاطب بنقاء الأعراض ، بينما أمهات أخر يقبحن وجوه أولادهن عند الناس بفجورهن.
والشاهد فيه : جمع الشاعر بين أمّهات وأمّات في الأناسي والأول كثير والثاني قليل.
والبيت في شرح التسهيل (١ / ١٠٨) وفي التذييل والتكميل (٢ / ٤٤).
ترجمة الشاعر : هو مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية أبو عبد الملك ولد بمكة ونشأ بالطائف ، تولى ولاية المدينة في زمن معاوية : سنة (٤٢ ـ ٤٩ ه) وتولى خلافة المسلمين مدة تقل عن عام ثم توفي بالطاعون سنة (٦٥ ه) ، وهو أول من ضرب الدنانير الشامية وكتب عليها : قل هو الله أحد. عاش أكثر من ستين عاما حيث ولد سنة (٢ ه) ، انظر ترجمته في الأعلام (٧ / ٩٥).
(٢) هو كلثوم بن عياض أمير إفريقية وأحد الأشراف الشجعان القادة ولاه هشام بن عبد الملك إمارة جيش عظيم وسيره إلى إفريقية بعد عزل عبيد الله بن الحبحاب ، إلا أنه قتل في معركة مع البربر سنة (١٢٣ ه) في وادي سيوة. من أعمال طنجة بالمغرب. انظر ترجمته في الأعلام (٦ / ٩٠).
(٣) البيت من بحر الوافر قائله كلثوم بن عياض في المدح.
اللغة : حماة : جمع حام. الضّيم : الذل. أمّات : أمهات. أنجد : ارتفع. استغار : هبط.
والشاعر يمدح صاحبه أمهات وآباء.
وشاهده : على ما في البيت قبله. والبيت في شرح التسهيل : (١ / ٩٩) ، وفي التذييل والتكميل (٢ / ٤٤).