______________________________________________________
الإفراد والتثنية ينقاس. وذهب بعض أصحابنا إلى أنّ هذا إنما جاء في الشّعر. وأورد أشياء من غير هذا الباب وقع فيها المفرد موقع المثنى ، كقول الشاعر :
١٦٨ ـ ولكن هما ابن الأربعين تتابعت |
|
[أناييبه مردى حروب على ثغر](١) |
يريد ابنا الأربعين.
وموقع الجمع كقول الآخر :
١٦٩ ـ [بها جيف الحسرى] فأمّا عظامها |
|
فبيض وأمّا جلدها فصليب (٢) |
وكقول الآخر :
١٧٠ ـ [لا تنكروا القتل وقد سبينا] |
|
في حلقكم عظم وقد شجينا (٣) |
__________________
(١) البيت من بحر الطويل وهو للفرزدق من مقطوعة عدتها ثلاثة أبيات يصف فيها لقاء كان بينه وبين ابني جحير من بني عدي وهي في الديوان : (١ / ٣٠٠).
اللغة : الأنابيب : جمع أنياب والأخير جمع ناب فهو جمع الجمع. ويستشهد به على وقوع المفرد موقع المثنى.
والبيت في التذييل والتكميل (٢ / ٨٣) ، وليس في معجم الشواهد.
(٢) البيت من بحر الطويل من قصيدة لعلقمة بن عبدة يمدح بها الحارث بن أبي شمر الغساني وهي طويلة ومطلعها (انظر ديوانه ص ١٤) :
طحا بك قلب في الحسان طروب |
|
بعيد الشّباب عصر حان مشيب |
اللغة : جيف : جمع جيفة وهي جثة الميت إذا نتنت. الحسرى : جمع حسير ، وهي الدابة التي ماتت إعياء من حسر بفتح وكسر. (المصباح المنير : ٢ / ٩) صليب : يابس لم يدبغ.
والشاعر يصف ناقته بالإعياء من طول الطريق إلى الممدوح.
والشاهد فيه : وقوع المفرد (جلدها) موقع الجمع (جلود).
والبيت في التذييل والتكميل (٢ / ٨٣). وليس في معجم الشواهد.
ترجمة علقمة : هو علقمة بن عبدة التميمي الملقب بالفحل ، قيل : للتمييز بينه وبين رجل من قبيلته يقال له علقمة الخصي ، وقيل : لأنه تزوج بامرأة امرئ القيس أم جندب بعد أن فضلت علقمة على زوجها في مطارحات بالشعر. وهو شاعر بدوي أصيل اشتهر بوصف النعام ، وقد نادم أبا قابوس اللخمي والحارث الغساني وقد مدح الأخير بقصيدة مشهورة منها الشاهد السابق وهو القائل : فإن تسألوني بالنساء ... إلخ.
انظر ترجمة علقمة في : الشعر والشعراء (١ / ٢٢٥). بروكلمان (١ / ٩٦).
(٣) البيتان من الرجز المشطور منسوبان في مراجعهما للمسيب بن زيد مناه ، إلا أن ابن جني ذكر الثاني ونسبه لطفيل (المحتسب : ٢ / ٨٧).