______________________________________________________
وهذا التخريج لا يدفع تخريج المصنف (١) ؛ غايته أن الشواهد المذكورة محتملة لما ذكر.
وأشار بقوله : وقد تقع افعلا إلى آخره ... أنه قد يقع الفعل المسند إلى ضمير واحد مخاطب بلفظ المسند إلى ضمير مخاطبين إذا كان أمرا أو مضارعا ، والقصد بذلك التوكيد أو الإشعار بإرادة التكرار.
ومن ذلك ما روي من قول الحجاج : يا حرسي اضربا عنقه.
ومنه قول الشاعر :
١٧٣ ـ فإن تزجراني يابن عفّان أزدجر |
|
وإن تدعاني أحم عرضا ممنّعا (٢) |
وجعل بعض العلماء من ذلك قوله تعالى : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ)(٣) هذا كلام المصنف (٤).
قال الشيخ (٥) : «هذا الّذي ذهب إليه قاله ابن جنّي في قول امرئ القيس :
١٧٤ ـ قفا نبك [من ذكرى حبيب ومنزل |
|
بسقط اللوى بين الدّخول فحومل](٦) |
__________________
(١) وهو وقوع المفرد موقع المثنى ووقوع المثنى موقع المفرد.
(٢) البيت من بحر الطويل قائله سويد بن كراع العكلي ، وهو شاعر جاهلي إسلامي هجا قومه فاستعدوا عليه عثمان بن عفان رضياللهعنه فأوعده وأخذ عليه ألّا يعود للهجاء. والشاهد في البيت واضح حيث خاطب المفرد بخطاب المثنى. وانظر ترجمة سويد وأبيات من القصيدة في الشعر والشعراء (٢ / ٦٣٩) ، الأغاني (١٨ / ١٣١) طبعة بيروت.
والبيت في شرح التسهيل (١ / ١١١) وفي التذييل والتكميل (٢ / ٨٨). وفي معجم الشواهد (ص ٢١٠).
(٣) سورة ق : ٢٤.
(٤) أي في شرح التسهيل (١ / ١١١).
(٥) أي في التذييل والتكميل (٢ / ٨٨).
(٦) البيت من بحر الطويل مطلع معلقة امرئ القيس المشهورة التي كثرت الشواهد منها في النحو والبلاغة ، وموضوعها في الغزل والوصف (انظرها في الديوان ص ٨ ـ ٢٦) ولامرئ القيس قصيدة أخرى مطلعها : قفا نبك أيضا (الديوان ص ٨٩). ولكن المشهور في هذا المطلع أن ينصرف إلى المعلقة.
والشاهد فيه : تثنية ضمير الفاعل ونيابة ذلك عن تكرير الفعل.
والبيت مراجعه كثيرة في معجم الشواهد (ص ٣٠٢) وهو في التذييل والتكميل (١ / ٣٧٤).