قال ابن مالك : (وقد تقدّر تسمية جزء باسم كلّ ، فيقع الجمع موقع واحده أو مثنّاه).
______________________________________________________
ثنّى ضمير الفاعل وناب ذلك عن تكرير الفعل ، وقال أبو عثمان نحوا مما قال ابن جني. وذهب البغداديون إلى نحو مما ذهب إليه المصنف ، ثم قال :
وما استشهد به محتمل للتأويل : أما ما روي عن الحجاج فإنه يحتمل أنه وقف على النون الخفيفة ، فأبدلها ألفا ثم أجرى الوصل مجرى الوقف ؛ وقد حمل قول امرئ القيس على هذا على تقدير ألا يكون خطابا لاثنين (١) [١ / ١٢١].
فأما قوله : فإن تزجراني يابن عفّان ... فيجوز أن ينادى واحد ويخاطب اثنان ، كما يجوز : إن تضربوني يا زيد أغضب» انتهى (٢).
ولا يخفى أن ما ذكره المصنف في الشواهد المذكورة أقوى مما ذكره الشيخ وأولى.
قال ناظر الجيش : مثال وقوع الجمع موقع واحده على تقدير تسمية كل جزء باسم الجمع ـ قول الشاعر :
١٧٥ ـ قال العواذل ما لجهلك بعد ما |
|
شاب المفارق واكتسين قتيرا (٣) |
ومثال وقوع الجمع موقع مثناه قول الشاعر : ـ
__________________
(١) وفي هذا التخريج يقول ابن مالك في ألفيته :
وأبدلنها بعد فتح ألفا |
|
وقفا كما تقول في قفن قفا |
(٢) انظر : التذييل والتكميل (٢ / ٩١).
(٣) البيت من بحر الكامل من قصيدة طويلة لجرير يهجو فيها الأخطل (ديوان جرير ص ٢٢٢).
وقبل بيت الشاهد قوله يخاطب حبيبته :
هلّا عجبت من الزمان وريبه |
|
والدّهر يحدث في الأمور أمورا |
اللغة : العواذل : جمع عاذلة وهي اللائمة في الحب. المفارق : جمع مفرق بكسر الراء وفتحها ، وهو وسط الرأس الذي يفرق فيه الشعر. قتيرا : القتير الشّيب أو أوله.
المعنى : يقول جرير : إن اللوائم يلمنه على حبه وعشقه بعد أن كبر وعلاه الشيب.
وشاهده : قوله : شاب المفارق حيث عبر بالجمع وأراد المفرد ؛ لأن المرء له مفرق واحد.
والبيت في معجم الشواهد (ص ١٤٥) وفي شرح التسهيل (١ / ١٢٢) وفي التذييل والتكميل (٢ / ٩١).