______________________________________________________
من جمعها بالألف والتاء على أن الجمع بالألف والتاء مسموع في : خيفاء وهي الناقة التي خيفت أي اتسع جلد ضرعها ، وكذا سمع في : دكّاء (١) وهي الأكمة المنبسطة. وكلاهما نظير ما ذكرت من عجزاء وهطلاء وسيراء في أنهن صفات على فعلاء لا مقابل لها على أفعل فثبت ما أشرت إليه» (٢).
قال الشيخ : «قال أصحابنا : قد يكون فعلاء وصفا وليس له أفعل ، ولا يجمع من ذلك بالألف والتاء نحو عذراء لا يقال أعذر ، وعجزاء لا يقال أعجز ؛ ومع ذلك لا يقال عذراوات ولا عجزاوات ، قال : فالذي ينبغي أن يقال : أن الذي ذكره المصنف لا يجوز ، وأما جمع خيفاء ودكاء بالألف والتاء فشاذ وإجراء لهما مجرى الأسماء ؛ ألا ترى إلى جريان دكاء على المذكر في قوله تعالى : (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا)(٣) في قراءة من قرأ بالمد». انتهى (٤).
أما إذا نقل فعلى فعلان أو فعلاء أفعل ، إلى الاسمية الحقيقية أو الحكمية ، فإنه يجوز جمعهما إذ ذاك.
أما نقل فعلى إلى الاسمية فلم يمثل له المصنف. ومثل الشيخ للنقل الحقيقي فيها بسكرى إذا سمي بها مؤنث منقول [١ / ١٢٣] سكريات. قال : وأما النقل الحكمي فلم يحفظ ؛ إذ لم تعامل فعلى فعلان معاملة الأسماء ؛ فإن وجد كان تقسيم المصنف صحيحا ، وإلا كان قاصرا (٥).
وأما نقل فعلاء إلى الاسمية الحقيقية ، فمثاله حواء وهو أحسن من تمثيل الشيخ له بحمراء إذا سمي بها. ـ
__________________
(١) في اللسان : ناقة خيفاء بينة الخيف : واسعة جلد الضرع. والجمع خيفاوات ، وخيف الأولى نادرة ؛ لأن فعلاوات إنما هي للاسم أو الصفة الغالبة غلبت الاسم ، (اللسان : خيف). وفي اللسان أيضا : الدكّاء : الرابية من الطين ليست بالغليظة ، والجمع دكاوات أجروه مجرى الأسماء لغلبته (اللسان : دكك).
(٢) انظر : شرح التسهيل (١ / ١١٣).
(٣) سورة الأعراف : ١٤٣ والقراءة هي قراءة حمزة والكسائي وخلف (النشر في القراءات العشر ١ / ٢٧١) وهو يشير بهذه القراءة إلى أن دكاء جرى مجرى الاسم.
وخرج ابن خالويه القراءة على أنها صفة قامت مقام الموصوف (الحجة ، ص ١٦٣).
(٤) انظر : التذييل والتكميل (٢ / ٩٧) وما بعدها.
(٥) أي على فعلاء أفعل دون فعلى فعلاء ، انظر التذييل والتكميل (٢ / ٩٧).