______________________________________________________
٢٣٦ ـ فإن أنت لم ينفعك علمك فانتسب |
|
لعلّك تهديك القرون الأوائل (١) |
الخامس : إذا أخر العامل ، كقوله تعالى : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)(٢).
السادس : أن يكون العامل حرف نفي ، كقوله تعالى : (وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ)(٣) ، ومنه قول الشاعر :
٢٣٧ ـ إن هو مستوليا على أحد |
|
إلّا على أضعف المجانين (٤) |
السابع : إذا فصل بمتبوع ، كقوله تعالى : (يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ)(٥).
ومنه قول الشاعر ، أنشده سيبويه (٦) :
٢٣٨ ـ مبرّأ من عيوب النّاس كلّهم |
|
فالله يرعى أبا حفص ويرعانا (٧) |
__________________
(١) البيت من بحر الطويل من قصيدة للبيد بن ربيعة ، وقد سبق الحديث عنها في الشاهد رقم : ٦ من هذا التحقيق ، وهي في الديوان (ص ١٣١) وفي الشعر والشعراء (١ / ١٨٥).
والبيت وما قبله في الرثاء والموعظة والتذكير بالموت ، وأن الإنسان ميت كما مات من سبقوه.
قال أبو حيان في البيت : «لم يبين المصنف (ولا ناظر الجيش) الفعل الّذي انفصل الضمير لإضماره.
وظاهر كلامه أنه أضمر فعلا يفسره قوله : لم ينفعك ، ولا يصحّ ذلك لأنه لو حمل أنت على السببي المرفوع الذي هو علمك ، لأدّى إلى تعدي فعل المضمر المتصل إلى ضميره المتصل ، ألا ترى أنك لو وضعت أنت مكان علمك لكان التقدير : فإن لم ينفعك ، ولا يجوز حمله أيضا على الكاف في ينفعك ؛ لأنه لو فعل ذلك لنصب فقال : إياك ، وإذا امتنع أن يحمل أنت على علمك ، وعلى الكاف لما ذكرناه ، فقد اختلف الناس في تخريجه :
ذهب ابن عصفور إلى أنه فاعل بفعل محذوف يفسره المعنى ، ويدلّ عليه ، والتقدير : فإن ضللت لم ينفعك علمك. وذهب السهيليّ إلى أن أنت مبتدأ ، وقد أجازه سيبويه واكتفى بوجود فعل الشرط في الجملة ، وإن لم يل الأداة ، كما خرجوه على أن الضمير المذكور منصوب بالعامل ، وفيه وضع المرفوع موضع المنصوب». (التذييل والتكميل : ٢ / ٢٢٣).
(٢) فاتحة الكتاب : ٤.
(٣) سورة الشورى : ٣١.
(٤) البيت من بحر المنسرح ، ومع كثرة دورانه في كتب النحو غير منسوب لقائل.
والبيت يهجو به الشاعر رجلا أتباعه من المجانين ، ويستشهدون به في باب إن العاملة عمل ليس.
وشاهده هنا واضح. والبيت في معجم الشواهد (ص ٤١٢) ، وفي شرح التسهيل (١ / ١٦٥) ، والتذييل والتكميل (٢ / ٢٢٥).
(٥) سورة الممتحنة : ١. (٦) الكتاب (٢ / ٣٥٦).
(٧) البيت من بحر البسيط ، وهو في كتاب سيبويه غير منسوب لقائل ، وهو من الخمسين المجهولة القائل ، ومعناه والشاهد فيه واضحان ، ويروى مكان أبا حفص أبا حرب ، ويروى مكان : ويرعانا (وإيانا).