______________________________________________________
ومثال الضمير المكمل معمول شبه الفعل قولك : هند ضارب غلامه زيد من أجلها ، ومررت بامرأة ضارب غلامه أخوها.
ولا أعلم ممّاذا احترز بقوله : صريح.
وأما القسم الثاني : فإليه الإشارة بقوله : قليلا إن كان مقدّمها ، أي : ويقدم الضمير المكمل معمول فعل أو شبهه على مفسر صريح قليلا إن كان المعمول مقدم الرتبة ؛ لأن المعمول المكمل بالضمير إذا كان مقدم الرتبة كان المفسر الذي أخر عن ذلك الضمير مؤخر الرتبة ، أي : واقع في رتبته التي هو فيها.
ومراده : أن تقديم الضمير على مفسره إذا كان بهذه الحيثية يقل لما يلزم منه من عود الضمير على متأخر في اللفظ والرتبة ؛ بخلاف القسم الأول ؛ فإنه وإن عاد فيه الضمير على متأخر في اللفظ ، فهو متقدم في الرتبة.
ومثال ذلك قول حسان بن ثابت رضياللهعنه يرثي مطعم بن عدي :
٢٧٠ ـ ولو أنّ مجدا أخلد الدّهر واحدا |
|
من النّاس أبقى مجده الدّهر مطعما (١) |
[١ / ١٧٣] وقال غيره :
٢٧١ ـ كسا حلمه ذا الحلم أثواب سؤدد |
|
ورقّى نداه ذا النّدى في ذرا المجد (٢) |
__________________
في شرح التسهيل لابن مالك (١ / ١٦٠) ، والتذييل والتكميل (٢ / ٢٦٠) ، وليس في معجم الشواهد.
(١) البيت من بحر الطويل ، من مقطوعة لحسان بن ثابت يرثي فيها مطعم بن عدي ، ومناسبتها : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أراد أن يطوف بالكعبة فخشي أذى قريش بعد وفاة عمه أبي طالب ، فأرسل إلى نفر من قريش ليجيره فلم يفعلوا ، فأرسل إلى المطعم بن عدي ، فأجاره هو وبنوه حتى طاف رسول الله صلىاللهعليهوسلم. ثم إن المطعم هذا هلك ، فقال حسان يرثيه ويذكر وفاءه للنبي عليهالسلام (الديوان : ص ٢٤٣).
ويستشهد النحاة بهذا البيت وما بعده على عود الضمير من الفاعل على مفسر متأخر في اللفظ والرتبة وهو المفعول به.
ويمنع النحاة ـ إلا بعضهم ـ مثل هذا البيت مما فيه عود الضمير من الفاعل إلى المفعول ، وذلك لعود الضمير على متأخر في اللفظ والرتبة. وفي البيت وما بعده كلام كثير في الشرح.
والبيت في شرح التسهيل (١ / ١٦٠) ، وفي التذييل والتكميل (٢ / ٢٦٠) وما بعدها ، وفي معجم الشواهد (ص ٣٢٩).
(٢) البيت من بحر الطويل ، وهو في المدح بالحلم والكرم ، ولم أعثر على قائله.
اللغة : كسا : من الكسوة ، ويكون في الملبوسات أصلا. حلمه : الحلم الأناة والعقل. والسؤدد : المجد والسيادة. رقّى : جعله يرقى أي يصعد. النّدى : الكرم. ذرا : الذرا جمع ذروة وهي أعلى الشيء.