٨ ـ لم يكن ناظر الجيش مجرد ناقل من هنا وهناك ؛ وإنما كان يقارن ويوازن ويختار الأقرب إلى الصواب في المسألة معللا ومدللا. والأمثلة على ما ذكر هنا وفيما قبله كثيرة منتشرة في الشرح كله.
٩ ـ ينص ناظر الجيش ـ في كثير من نقوله ـ على الكتب التي ينقل منها ، كان يقول : وقال ابن عصفور في شرح الإيضاح أو شرح الجمل ، وقال ابن مالك في شرح الكافية ، وقال أبو حيان في الارتشاف ، وإذا أطلق فقال : ابن مالك أو أبو حيان ، فإنما يقصد شرحهما على التسهيل ، بل لقب ابن مالك بالمصنف وأبا حيان بالشيخ.
هذا هو المنهج العام الذي كان يسير عليه ناظر الجيش في شرحه طوال الكتاب. وأما منهجه في عرض المسائل فكان يتبع الآتي :
١ ـ الميل في أكثر الأحيان إلى التقسيم والتنظيم ؛ إيثارا للفهم والضبط.
وهذه الطريقة أخذها من ابن عصفور في تآليفه المختلفة وبخاصة المقرب.
٢ ـ التفصيل بعد الإجمال ، وهو امتداد للأمر الأول ؛ حيث يعرض المسألة مجملة ؛ ليقف عليها القارئ ثم يأخذ في ذكر التفاصيل والمناقشة الواسعة ، وهذه هي الطريقة المثلى للفهم والتحصيل ، وأحيانا كان يعكس فيجمل بعد تفصيل ويوجز بعد إطناب للغرض نفسه ، وهو جمع المسألة ؛ ليحفظها القارئ ويقف عليها الطالب.
٣ ـ طريقة السؤال والجواب : وقد اشتهر بها صاحب الإنصاف وأسرار العربية أبو البركات الأنباري ، كما اشتهر بها الزمخشري في كتبه وهي قولهم : وهنا سؤال ، أو قولهم : فإن قيل ، أو قولهم : وهنا اعتراض وهكذا.
٤ ـ تحري الدقة قبل إبداء الرأي : أي أنه كان لا يقول بقول إلا بعد أن يطمئن إليه ويقف عليه فإذا لم يظهر له الصواب كان يعلن ذلك ، وقد كثر في شرحه مثل هذه الألفاظ : ولا أفهم مقصود المصنف بذلك ، وقوله : والشيخ قد التبس عليه هذا الأمر ، وقوله : وقد كان هذا الأمر يدور بخاطري ؛ لكن لم