أذكره حتى رأيت الشيخ قد ذكره وأجازه فقلت به.
٥ ـ إجاباته عن اعتراضات أبي حيان : وهذا أمر تميز به شرح ناظر الجيش دون شروح التسهيل كلها. وقد أخذ ناظر الجيش على عاتقه ذلك من أول كتابه وذكره في مقدمته ؛ حيث رأى تجني أبي حيان على ابن مالك واتهامه إياه بالجهل أو النسيان أو عدم الوقوف على كتاب سيبويه ؛ فانبرى يدافع عن الرجل ويرد اتهام البريء وينصر المظلوم.
ثانيا : أسلوبه في شرح التسهيل :
امتاز أسلوب ناظر الجيش في هذا الكتاب بالعذوبة والرقة والسلاسة ؛ حيث أنه بعد عن التعقيد اللفظي ومال إلى السهولة في التعبير ، منوعا في أسلوبه بين الإيجاز والإطناب. وقد بينا ذلك حينما تعرضنا لمنهجه في عرض الشرح عامة وطريقته في عرض المسائل خاصة.
والذي يجب أن ننوه به هنا : أن الشارح تأثر تأثرا كبيرا في أسلوبه بالأندلسيين بصفة عامة وبابن عصفور بصفة خاصة ؛ فقد مال إلى التحليل والإسهاب وذكر عدد كبير من آراء النحاة في المسألة الواحدة ، كسيبويه والأخفش والخليل وابن عصفور وابن الضائع وابن خروف وابن هشام وبهاء الدين النحاس وعلم الدين السخاوي والزجاجي والكسائي والفراء ، وغيرهم من هؤلاء الأعلام الذين حفل الكتاب بذكر أسمائهم.
وبذلك نستطيع أن نقول : إن كتابنا هذا موسوعة نحوية استطاع الشارح أن يضمنه آراء معظم النحاة ، والحقيقة التي لا تنكر أنه اعتمد في نقل هذه الآراء على كتاب شرح التسهيل لابن مالك ؛ لأنه صاحب المتن ، كما اعتمد أيضا في كثير من الأحيان على كتاب أستاذه أبي حيان (التذييل والتكميل) ، وليس هذا بعيب ، فهو الكتاب الذي تعرض فيه أبو حيان لشن هجومه على ابن مالك.
وكان كتاب تمهيد القواعد هو الكتاب الذي تولى صاحبه فيه مهمة الرد على هذه الاعتراضات ؛ فمن الطبعي إذن أن يكون هذا الكتاب معتمدا في