من صنعاء ودخول القرامطة إليها فدخل إلى ناحية منها ، وخرجت عنها القرامطة لقلتهم ، وقدم أيضا أسعد بن أبي يعفر فاستقر بصنعاء ، وإليه مخاليفها ومعه جراح بن بشر ، وابن كبالة أقام بذمار ، وإليه مخاليفها.
ودخلت سنة ٢٩٨ فيها في ربيع الأول منها خرج اسعد بن أبي يعفر لحرب القرامطة فكانت بينهم حرب شديدة على درب شبام كان النّصر فيها لأسعد فدخل شبام بعد هزيمة القرامطة وأقام بها أيّاما ، ثم أعادت القرامطة الكرة ونزلوا من بيت ذخار ، فانهزم أسعد ، وخرج من البلد ، وقتل عبد القاهر بن حمدان بن ابي يعفر ، وقدم ابن كبالة ممدّا لأسعد فدخلوا شبام ، وطردوا القرامطة عنها وطلعوا جبل ذخار ، وتم لهم طرد القرامطة عن الناحية ، وأقاما أيّاما ثم انصرف ابن كبالة وبقي اسعد بشبام يتتبع القرامطة في الجبل أيّاما ثم رجع إلى صنعاء وتخلى عن شبام من دون حرب ، ولا هزيمة ، فعادت إليها القرامطة وأخربوها.
وفاة الإمام الهادي إلى الحق عليه السلام
فيها مات الإمام الهادي بصعدة يوم الأحد لعشر بقين من ذي الحجة من السنة ودفن يوم الإثنين قبل الزّوال بمسجده المشهور بصعدة ، ومولده بالمدينة المنورة ، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام سنة ٢٤٥ وقد قدمنا كثيرا من ترجمته وأحواله وهو بلا شك ، أكبر مصلح أرتفع اسمه في أفق التاريخ اليمني ، ونال من الاحترام والحب في قلوب اليمنيين مكانة لم يتبؤها احد بحيث أصبحت آثاره وأعماله وصفاته العالية قبلة الأبصار ومهوى الافئدة ، وقد مر بك آثاره العلمية فإنه كان بمكانة عليا ، من العلم والفضل والورع ومكارم الأخلاق والحلم والتواضع ، كثير الصفح والتجاوز عن سيئات النّاس وهفواتهم وفيما اسلفناه من الحوادث والماجريات المتعددة ما يشهد بصحة ذلك ، وناهيك بمعاملته لآل يعفر ومواليهم عند ما رحل من شبام وهم إذ ذاك في سجنه ، وكلمة واحدة منه تكفي لإلحاقهم بأمس الدابر ، وكان شجاعا مقداما