الضحاك الهمداني ، إلى أصحابه من همدان ، وأهل عذر والأهنوم ، وظليمة ، وحجور ، لغمز قناتهم ومعرفة ما هم عليه فرجع ابو جعفر واخبره بتنكرهم ، فتحرك الإمام لمناجزتهم وسار إلى حجور ، ونزل بالبطنة فألقاه أهل عذر ، ثم تقدّم إلى السويق بجنود كثيرة وقابلته القرامطة فهزمهم وخضعت ظليمة والأهنوم ، وكان بين هاتين القبيلتين احقاد وحروب ، فأصلح الإمام بينهم واستأمن إليه من كان قرمطيا ، ثم سار إلى اثافت وأقام بها أياما وعاد إلى صعدة واستعمل على اثافت الحسن بن احمد البعداني.
وكان الإمام الناصر ، قد أرسل بكتب دعوته إلى كثير من بلدان اليمن ، ولما وصلت دعوته إلى بلاد حجة ، لم يقبلوا عليها ، ومزقها بعضهم فداهمتهم القرامطة ، ومزّقتهم كل ممزق ، وكان وصول القرامطة باستدعاء من أهل قدم لينصروهم على بني أعشب ، فهرعت القرامطة من جبل مسور ، ودخلوا حجة وقتلوا رئيسها عبد الله بن بديل الحجوري ، ونهبوها وعادوا أدراجهم بعد ان استعملوا رجلا منهم على حجة ، ولم يلبث أهل قدم أن تورطوا في خلاف جديد مع أهل بجير (١) فعاودوا الاستنجاد بالقرامطة فأنجدوهم ، ونشبت المعركة على حصن مدرج من بلاد الجبر ، فهزمت القرامطة أول الأمر ، ثم أعادت الكرة وعطفت على أهل الجبر فهزموهم ونهبوا بلادهم ، واخربوها ، وذبحوا الأطفال ، فاستنجدوا بالإمام الناصر وطلبوا منه العفو عما سبق فأنجدهم ، وكتب إلى أبي جعفر ابن الضحاك وأمره بالمسير معهم.
هلاك الطاغية علي بن الفضل القرمطي
وفيها هلك ابن فضل القرمطي مسموما وكان الذي سمه رجل غريب قدم من بغداد ، وقيل من الحجاز ، وكان جراحيا (٢) ماهرا اتصل بأسعد بن
__________________
(١) الحبر مقاطعة في مخلاف الشرف مربوطة بلواء حجة.
(٢) كذا في الأصل ولعله جرائحيا.