حرب الباطن ومقتل الحسين بن الإمام الهادي
وفي اليوم الخامس من جمادى الآخرة كانت الحرب بين الإمام الناصر والأمير حسان بن عثمان. ولما كان الإمام عليلا خرج عسكره ، ولا قائد له فلم يثبتوا وتفرقوا منهزمين وقتل الحسين بن الهادي وجماعة من أصحابه وانصرف كل إلى مكانه واشتدت علة أحمد بن يحيى فانصرف إلى صعدة (١) وفي انباء الزمن ان قتل الحسين والهادي كان بصعدة.
وفاة الإمام الناصر عليه السلام
لم تطل ايام الإمام بعد وصوله فقد توفي على الأثر لثماني عشرة ليلة خلت من شهر جمادى الآخرة سنة ٣٢٢ عن إحدى وعشرين سنة من ولايته ، وكان عليه السلام زاهدا ، ورعا عالما متبحرا له عدة مصنفات منها كتاب في التوحيد في غاية البيان والتهذيب ، وكتاب النجاة ثلاثة عشر جزءا ، وكتاب مسائل الطبريين جزآن ، وكتاب أجاب به على الخوارج الاباضية ، وكتاب الدامغ أربعة أجزاء (٢).
وملك عليه السلام الجوفين ، فكانت له زراعة قوية فيها بلغ عدد البقر السود على حدها ثلاثمائة ثور أسود ، وزراعته بشط معين (٣) ، وله من الولد القاسم أبو محمد والحسن وجعفر ويحيى وعلي ومن أولاده محمد الوارد إلى حلب ، وأحمد أعقب بحلب ومصر ، وغيرهما ومنهم أبو الفضل الرشيد بن أحمد ، وله ولد باليمن ، ومنهم الحسن قام بالأمر ، بعد أبيه الناصر ، ومنهم يحيى بن الناصر ، قاتل أخاه على الإمامة ، هكذا قال الشرفي في اللآلىء
__________________
(١) المصدر نفسه.
(٢) راجع شرح البسامة للزحيف.
(٣) اللآلىء المضيئة (ص) ومعين بلده في الجنوب الشرقي من مدينة الحزم لمسافة ٥ ك. م اعلا وادي الجوف.