المذكورة ، فضبط البلاد ووجّه العمال إلى المخاليف ، وقدم عليه عبد الرحمن بن علي بن عيسى (١) بن ماهان ، وقد أشرك معه في العمل ، فأقام مع منصور في اليمن برهة ، ثم عزل جعفر بن دينار بايتاخ التركي ، مولى المعتصم ، فأقر منصور ، وعبد الله على عملهما فلم يزالا إلى أن مات المعتصم سنة ٢٢٧.
أول دولة الحواليين (٢)
لما تولى الخلافة الواثق بن المعتصم ، أقر ايتاخ التركي على اليمن فوجه أبا العلاء العامري ، فلما وصل صعدة أرسل الأمير يعفر (٣) بن عبد الرحيم الحوالي غلامه طريف بن ثابت في عسكر نحو صنعاء فخرج إليهم منصور بن عبد الرحيم في أهل صنعاء فهزمهم وقتل من موالي آل يعفر بن عبد الرحيم نحوا من ألف رجل وأسروا آخرين ، فضرب أعناقهم ، وقدم أبو العلاء صنعاء بعد الوقعة فأقام بها حتى مات واستخلف أخاه عمر بن العلاء ، فأقام بها مدة ثم ان ايتاخ استعمل على اليمن هرثمة ، مولى المعتصم ، فوصل في آخر المحرم سنة ٢٣٠ ثلاثين وماءتين ، ومكث أياما ثم خرج لمحاربة الأمير يعفر بن عبد الرحيم ، وهو بشبام ، فحاربه أياما ، وعاد إلى صنعاء ثم إن الواثق عزل ايتاخ عن اليمن واستعمل عليها جعفر بن دينار ، فسار إلى اليمن وحاصر يعفر بن عبد الرحيم مدة بشبام ، ثم كان الصلح بينهما ، وعاد العامل إلى صنعاء فلبث فيها إلى أن توفى الواثق آخر ذي الحجة سنة ٢٣٠ (٤).
__________________
(١) في العسجد عبد الله بن محمد بن علي بن عيسى بن ماهان والمثبت هنا في غاية الاماني ص ١٥٤.
(٢) الخزرجي.
(٣) هذا أول من ظهر من بني الحوالي مناهضا للسلطة العباسية وتدل هذه الحادثة على تمكن وقوة لا بأس بها فقد بلغت القتلى من أصحابه نحو الألف فكتب الموفق فكم يكون مقدار الجيش (ص).
(٤) انظر هذا الكلام بنصّه في العسجد ص ٣١ ـ ٣٢.