وشبام ، وقدم (١) ثم وجه ابنه ابا القاسم في جماعة من الجند إلى بلد همدان ، وبقي في عدد قليل ، فطمع آل يعفر ، وآل طريف في البلاد لقلة الجند بها ، وأجمع أمرهم على إثارة القبائل فخرج نفران من آل يعفر من شبام سرّا إلى أهل قدم ، واستثاروا حماستهم ، وطلبوا منهم النجدة ، فلبوهم وبلغ أمرهم صعصعة بن جعفر صاحب ريدة البون فانضم إليهم ووثب على البون ، وفرق أموال الصّدقة ، وخيلا كانت للإمام هنالك ، وزحف الثّوار إلى بيت ذخار ، لمناجزة الإمام فطلب الإمام من عامله بصنعاء إرسال كل حامل سلاح من أهل صنعاء ، فخرج منهم بشر كثير ، ولما وصلوا إلى شبام ، طلع الإمام ، ومعه ابو العتاهية ، ومن معه من الجنود لطرد الثّوار من جبل ذخار (٢) ، وخلف على شبام محمد بن عباد ، وأهل صنعاء ولما علم الثوار بخروج الإمام عن شبام ، باغتوها ، فدخلوها وأخرجوا من بالسجن من الجفاتم وغيرهم ، وما كادت تقع أعين الجند الصنعاني على الثائرين ، حتى فروا وانهزموا لا يلوون على شيء ، فقتل محمد بن عباد ، وطارت الأنباء إلى الإمام ، فأرسل أبا العتاهية ، ومحمد بن الدّعام ، لطرد الثّوار ، واسترداد شبام ، فانقضوا عليهم إنقضاض البواشق من جبل ذخار ، وطردوهم عن شبام وفرقوهم شذر مذر ، وبات الامام ليلته بالجبل المذكور ، وهرع صبيحة اليوم الثاني إلى شبام ، وحضر دفن ابن عباد وجنازته.
إنتقاض أهل صنعاء وضهر على الإمام وتداعي سائر البلاد
لما انهزم أهل صنعاء وغيرهم من شبام ، فروا نحو صنعاء وضهر (٣)
__________________
(١) قدم : بلاد جنوبي حجة وهم بطن من همدان.
(٢) ذخار : جبل مشهور يعرف اليوم بضلاع كوكبان.
(٣) هكذا في السيرة ولعل المراد به وادي ضهر المعروف (ص).