بسم الله الرحمن الرحيم
(بنو زياد وأول من ملك منهم
أسباب خروجهم اليمن واختطاط مدينة زبيد)
وأعن يا كريم قال العلامة الخزرجي (١) رحمه الله عن كتاب المفيد الكبير تأليف الملك ظهير الدين (٢) جيّاش بن نجاح الحبشي مما كان سنة تسع وتسعين ومائة أتى إلى المأمون العباسي بقوم انتسب أحدهم إلى تغلب بن وائل او بعضهم إلى سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان ، وبعضهم إلى يزيد بن معاوية (٣) فقال المأمون : أما الأمويان فيقتلان ، وأما التغلبي فيعفى عنه رعاية لإسمه وإسم أبيه ، وكان اسمه محمد بن هارون ، فقال له محمد بن عبد الله بن زياد : والله يا أمير المؤمنين ما نزعنا يدا عن طاعة ، وان كنت تقتلنا لجناية الأموية فيكم ، فإن الله يقول (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى)(٤).
فاستحسن المأمون كلامه ، فلما كان في المحرم سنة ٢٠٢ ماءتين واثنتين ،
__________________
(١) هو العلامة ابو الحسن علي بن الحسن الخزرجي المتوفى سنة ٨١٢ والنقل من كتابه العسجد المسبوك ص ٩٦ ط وزارة الاعلام.
(٢) كذا في أصل المؤلف رحمه الله وفي المفيد لعمارة ص ٣٥ نصير الدين والمفيد هذا هو اصل الخزرجي.
(٣) كتب المؤلف رحمه الله تعليقا على هذا قوله : «الذي في سائر النسخ الى زياد بن أبيه وهو الظاهر» قلت ملاحظة المؤلف هي الصحيحة ففي مفيد عمارة ص ٣٦ ط حسن سليمان «فانتسب احدهم واسمه محمد بن فلان بن عبيد الله بن زياد الى زياد» وفي السلوك للجندي عبيد الله بن زياد بن أبيه وفي قرة العيون لابن الديبع ج ١ ص ٣٢١ يزيد بن معاوية وهو صورة عن العسجد المسبوك.
(٤) الآية ١٢ سورة فاطر.