إلى نجران فأقام بالهجر ، والحرب بينه وبين حمدان نجران ، ثم عاد إلى برط.
ودخلت سنة ٣٢٤ فيها ظهر بالسرو (١) رجل يدّعي النبوءة ، فمال إليه من بقي من أصحاب ابن فضل ، فوجّه الأمير أسعد بن أبي يعفر العساكر والقواد إلى رداع ، ولم يزل بمدّعي النبوءة حيث أمسكه بلا عهد ولا أمان فحبسه حتى هلك من محبسه بعلّة الجدري.
وفيها وقع الخلاف بين المختار (٢) ، وأحمد بن محمد بن الضحاك فمال ابن الضحاك الى الحسن بن الناصر ، وكاتبه وأمده بمال ولما حصلت المواد (٣) لديه ، سار إلى قرقر وصار ابن الضحاك إلى ريدة ، وكاتب مظفر بن عليان وأمده بمال ، هو والحسن بن أحمد على أخيه فنهض مظفر من غرق ، وقد عامل من وثق بهم المختار ، فمكروا به ولم يعينوه ، وصار الضحاك إلى قرقر في لقاء مظفر ، فخرج القاسم بن احمد منها اقبح مخرج ، لثلاث باقية من شهر ربيع الآخر من السّنة ، فصار إلى بلد بني ربيعة ، ولم يتم ابن الضحاك لمظفر ما شرط له ، فكاتب القاسم بن احمد وعامله على أن يجعل له سهما في بلده ، وحلف له وانصرف الى غرق ، وصار القاسم بن احمد إلى ورور ، ووقع بين القاسم وبين ابن الضحاك حرب بناحية مشرق هذّان بالقرب من أكانط في موضع يقال له قطوان وعسكر على القاسم بن أحمد ، أهل اكانط ، فوقعت الهزيمة على أصحابه ، وقتل منهم نفرا كثيرا وعاد إلى ورور في ربيع الأول سنة ٣٢٦ ، وجرى بينه وبين مظفر بن عليان مكاتبة ، حتى التقيا فأشار عليه مظفّر بن عليان بالرجوع إلى صعدة فصار إليها (٤)
__________________
(١) هو ما يعرف بمنطقة البيضاء ونواحيها وهو سرو مذحج وسرو حمير يافع ونواحيها.
(٢) اللآلىء المضيئة وانباء الزمن.
(٣) كذا في الأصل.
(٤) أعدها الهمداني من مواطن بني الحارث في نجران انظر الصفة ص ٢٨٣.