العلويون منها ، واستغاثوا بأسعد بن أبي يعفر وكان مالكا لصنعاء ومخاليفها فكتب لهم إلى قبائل همدان وخولان ، وبلغ ذلك حسان فخرج منها إلى برط ، ودخل العلويون صعدة وبايعوا الحسن بن الناصر ، فخرج أخوه القاسم بن الناصر الملقب بالمختار ، إلى همدان ، وجاذب أخاه أهداب الخلافة ، ودعا إلى نفسه ، وكان الحسن أيضا ينازع أخاه يحيى زمام الزعامة ، ويريد تنفيذ احكام الإمامة ، فكانت بينهم حروب وفتن وبلايا ومحن (١) ، سنأتي على شرحها وتبيانها ، حتى قيل ان خراب صعدة القديمة ، كان على يد المختار وأخيه الحسن ، لكثرة ما كان بينهما من الفتن ، وتتابع المحن ، وما زالت أحوالهم متقلبة ، وأمورهم مضطربة إلى سنة ٣٣٠.
خلاصة ما كان من الأحداث بين أولاد الناصر (٢)
لما خرج المختار إلى همدان كما قدمنا انضمت إليه جموع كثيرة من همدان فنهض بهم إلى كانط (٣) ، وفيها مظفر بن عليان بن الدعام فوقع الحرب بينه وبين جيش المختار ، فانهزم مظفر بن عليان ، وكان من أصحاب حسان بن عثمان ، وخرج من ريدة ، إلى غرق مدخل سنة ٣٢٣ ، وقيل ان مظفر بن عليان كان بريدة ، وإنما أرسل جيشا لمحاربة المختار فلما انهزموا رجعوا إليه إلى ريدة ثم انه خرج منها إلى غرق.
وفيها نهض حسان وقصد صعدة في بني الحرث ونهد وزبيد واستنفر من حوله من قبائل خولان وغيرهم فحاربه أهل صعدة محاربة شديدة ، وهزموه
__________________
(١) قلت : لعل هذه الحروب هي أول الحروب التي وقعت بين الأئمة انفسهم في سبيل الاستحواذ على الحكم وشغلت التاريخ اليمني بمعارك طاحنة أخذت الكثير من صفحات الكتب وجهد المؤرخين.
(٢) سيرة الإمام الناصر واللآلىء المضيئة.
(٣) قرية اثرية من عداد خارف حاشد على بعد ٨٠ ك. م من صنعاء شمالا.