وخرج إلى ريدة وسار منها إلى ناعط ، ومات فيه ، وقبره هنالك مشهور مزور ، وكانت وفاته سنة ٤٣٣.
وذكر صاحب الحدائق الوردية (١) أنه أقام بصنعاء من ثالث شعبان إلى نصف شهر رمضان ثم خرج لفساد من عارضه وهو الحسين بن مروان ، وأقام عنها مدة ، ثم حلفت له همدان سوى بني حماد في المحرم سنة ٤٣٣ ، فدخل صنعاء يوم الأربعاء لثمان عشرة من الشّهر المذكور ، فأقام بها ثمانية ايام ، وولّى فيها واليا ، وخرج إلى ريدة وأقام أمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر حتى توفاه الله حميدا وقبضه إليه سعيدا.
وقد أورد (صاحب الحدائق) كتابا للإمام ابي هاشم أرسله من ناعط الى صعده سنة ٤١٨ ، وهو كتاب دعوته ضمنه كثيرا من المسائل الدينية والسياسية والادارية ، تناول فيه واجبات الخليفة ، ثم القضاة ، وكيف يجب ان يكون سلوكهم ، وعلى أي اسلوب يقضون فيما اشتبه عليهم من الحوادث الاجتماعية التي لا دليل عليها ، ثم بين واجبات القوّاد وأمراء الجيوش ، وآدابهم الدينية والسياسية ، وكيف يلزم ان يعوّد الأمراء والقائد نفسه وجيشه في الحرب والسلم ، وغير ذلك والكتاب طويل جدا ذكر فيه جميع طبقات الأمّة ، وأشار إلى سياسة كل طبقة وإداراتها ، أورده بكماله الفقيه حميد الشهيد في حدائقه الوردية (٢) فليرجع إليه من شاء.
ولم تزل الحروب والفتن بين ابن أبي حاشد وابن ابي الفتوح مستمرة وصنعاء خالية عن السلطة إلى سنة ٤٣٦.
الإمام أبو الفتح الديلمي
فيها وصل الإمام النّاصر لدين الله ابو الفتح الحسن بن ناصر بن
__________________
(١) الحدائق الوردية ج ٢ ص ٩٠.
(٢) انظر في صفحة ٩١ من الكتاب المذكور.