وفاة الأمير أسعد بن أبي يعفر الحوالي
ودخلت سنة ٣٣١ فيها مات الأمير اسعد بن أبي يعفر الحوالي الحميري في كحلان وحمل في تابوب إلى شاهرة (١) ضلع التي حبسها على جامع صنعاء الكبير ، ودفن بها ، وكان رحمه الله عالي النفس ، كبير الهمة حسن العقيدة ، مقداما ، لقيت منه القرامطة مماحكة شديدة ، أطاش بها سهامهم ، وزلزل أقدامهم في عدة وقعات ، ولم يزل بهم حتى بدّد شملهم ، وفرقهم عبا ديد (٢) وخرب ديارهم ، وأزال خضراءهم (٣) وعفراءهم ، بوقعة المذيخرة السالفة الذكر ، وبها قرضهم آخر الدّهر من المخلاف الأخضر (٤) ، وامتد نفوذه وشمل سلطانه بمخلافي صنعاء والجند وأعمالهما ، وبقيت مسور وبلاده بيد منصور بن حسن وصعدة وأعمالها بيد أولاد الإمام الناصر وابن الضحاك ، وحسان بن عثمان كما مرّ.
وقد حفظ لنا التاريخ نتفا ضئيلة جدا من أخبار آل يعفر لكنها تنم عن حصافة ورجاحة ، ولا سيما الأمير أسعد فإنه ظهر وسلطة مواليهم عليهم (٥) قاهرة ، فقضى على المشاغبين والمواثبين لدولتهم من الموالي والقرامطة واسترجع ما اغتصبته الموالي ومحقته القرامطة.
وكان الإمام الهادي قد منّ على أسعد ، وأطلقه من سجن شبام ، فلم
__________________
(١) قرية في ضلاع همدان شمالي صنعاء بمسافة ١٥ ك. م وبها قبر عبد الله بن قحطان احد سلاطين بني يعفر.
(٢) اي اشتاتا.
(٣) يقال : اباد الله خضراءهم أي سوادهم وجمعهم وغضراهم اي خبزهم وغضارتهم.
(٤) يعني لواء إب.
(٥) راجع ما تقدم عند ظهور الامام الهادي عليه السلام وما بعده (ص).