وانهزموا عنهم بعد أن قتل من أهل صنعاء وغيرهم أربعمائة قتيل ، وعادوا إلى صنعاء ثم ان ابن ذي الطوق القرمطي وثب على عيسى اليافعي القرمطي فقتله ، وجماعة من أصحابه غدرا فاستأمن بقية أصحاب اليافعي إلى صنعاء.
رجوع الطاغية إلى صنعاء
وفيها عزم الطاغية ابن فضل على قصد صنعاء ولما بلغ جزيز (١) خرج إليه أسعد بن أبي يعفر ومن معه فقاتله ، وقتل من أصحابه نحو ستين رجلا ، ولم يثبت له فدخل ابن فضل صنعاء أول يوم من رجب من هذه السنة واستباحها ، ونال من أهلها منالا عظيما ، وسار اسعد وابن كبالة إلى قدم ، ومكثت القرامطة تعيث وتفسد في صنعاء ونواحيها ثلاث سنين ، إلّا أحد عشر يوما وأصابتهم علة فمات منهم من لا يحصى والحمد لله ربّ العالمين (٢).
نجران وما كان به من الأحداث
وفيها ظهرت الدّعاية القرمطية بنجران على يد رجل من موالي بني أمية يقال له حسين بن حسين الحاشدي فتطاولت أعناق بني الحرث والياميين الى مساقط الفتنة ومراتع الضلال ، وهموا بما لم ينالوا ورئيسهم ابن حميد ومرزوق بن محمد المري ، وعلي بن الربيع المداني ، ولما عرف ابو جعفر ما يضمرونه من الشر والفساد ، كتب إلى الامام يستحثه على المسارعة لاخماد ذلك الفساد وكتب إليه قصيدة أولها (٣) :
دار لمية ما بها آثار |
|
فالرّبع منها موحش مقفار |
قد غيّرتها بعد ساكنها الصبا |
|
وتقادم الأزمان والأمطار |
ومحا مغانيها الدّهور فأصبحت |
|
دار الأوانس ما بها سمار |
__________________
(١) من قرى سنحان جنوبي صنعاء بمسافة ١٣ ك. م.
(٢) سيرة الامام (ص).
(٣) انظرها في سيرة الهادي ص ٣٣١.