فارسل الدعام ولده الحسين في عسكر إلى صنعاء وكتبا إلى الامام الهادي عليه السلام يعلمانه بما كان ، ويدعوانه اليها فأجابهما الإمام ، وأرسل ابنه أبا القاسم ، فسار إلى صنعاء في جمادى الأولى ثم ان جماعة من أهل صنعاء ساروا إلى حضرة الإمام يستنهضونه ، فبادر إلى صنعاء ، ودخلها لأربع ليال من جمادى الآخرة من السنة ، ودخل معه آل يعفر والدعام ، وولده وابناء الروية وولد جعفر بن ابراهيم المناخي ، وغيرهم من رؤساء اليمن وسراته ، وكانت إقدام القرامطة قد تزعزعت وحاربهم ابن كباله في ضهر وشبام وطردهم عنها ، فبعث الإمام ابنه ابا القاسم إلى ذمار وولّى القضاء بصنعاء احمد بن يوسف الحداقي.
وكان ابن فضل يحارب اسحق بن ابراهيم بن زياد في زبيد ولما فتحها وفرّ صاحبها كما تقدم عاد إلى المذيخرة وقد قوي أمره وارتفع دخانه فأرسل عيسى اليافعي إلى ذمار فخرج منها أبو القاسم ولحق بالإمام إلى صنعاء وسار ابو العشيرة احمد بن محمد بن الروية إلى ثاه رداع فانحاز إليه كثير من عشيرته وأهل البلد فقصده اليافعي إلى رداع وقتله واستباح البلد (١).
ودخلت سنة ٢٩٤ فيها وثب ابن كبالة على الامام الهادي فندب الامام لحربه أهل صنعاء فتخاذلوا ، فخرج الإمام من صنعاء وعاد إلى صعدة في عاشر المحرم وكان أسعد بن أبي يعفر قد صار بهمدان ، وأقام بورور ، قبل أن يرتكب ابن كبالة جريمته ، فكتب إليه يستقدمه ، وكان جراح بن بشر بشبام فأخرجه القرمطي منها وعاد إلى صنعاء ووصل اسعد بن أبي يعفر وأقاموا جميعا بصنعاء واقرّوا احمد بن يوسف قاضي الإمام على القضاء.
وفيها عزم ابن ذي الطوق القرمطي وعيسى اليافعي الى بلاد المغرب ، فخرج لحربهما جراح وابن كبالة في أهل صنعاء وعسكرهما ، فقاتلوهم
__________________
(١) كل هذه الأنباء مستقاة من سيرة الإمام الهادي (ص).