قال السيد العباس مؤلف السيرة (١) (ووصل خبر الدعام انه لما صار إلى بلده أمر بالأذان بحي على خير العمل ، وأضرب (٢) عن الخمر وأظهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأرسل إلى الهادي إلى الحق يطلب منه لقاءه ، حتى يحلف له ويتوب إلى الله فما كان منه ، فأجابه الهادي إلى ذلك ولقيه بالقرب من خيوان ، فحلف له هو وبنو عمه وولده ثم انصرف إلى بلده) ووجّه الإمام معه أبا جعفر محمد بن سليمان واليا من قبله ليأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ، ويجبي الصدقات ، ومكث الإمام يتردد إلى أثافت وبني حريم ، ويصلح ما بين القائل في تلك الجهات ، حتى استقامت الأمور وصلح الجمهور وعاد إلى صعدة في النصف من جمادي الآخرة من السنة المذكورة ، ومنها عزم إلى نجران لتأديب المفسدين ، وأقام بها أياما ، ثم رجع إلى صعدة ، ولم يلبث ان خرج إلى خيوان لإصلاح بعض قبائل تمرّدت من حاشد وهم العمريون ، وفي أثناء قيامه باصلاح هذه القبائل تآمر أهل نجران بعماله ، وهجموا عليهم إلى منازلهم فاشتبكوا معهم في قتال وكتبوا بذلك إلى الامام.
عزم الإمام إلى نجران وثورة ابن عباد
لم يتريث الإمام وقد بلغه ما كان من أهل نجران بل بادر بالعزم لتقليم أظفار تلك القبيلة العاتية ، فتحوّل من خيوان بمن معه من الجنود في ذي القعدة وقصد صعدة وكانت مؤامرة قد إمتدت ، واشترك بعض رؤساء خولان
__________________
(١) السيرة ص ١١٥.
(٢) في السيرة وضرب.